You Create, We Appreciate

صبري حسن يكتبــ: دماء في ليلة الزفاف(قصة قصيرة)

صبري حسن يكتبــ: دماء في ليلة الزفاف(قصة قصيرة)
:
الكاتب صبري حسن
الكاتب صبري حسن

جلست العروس على حافة السرير ذي الأعمدة النحاسية، تتورد وجنتاها بحمرة الخجل والجهل، وتلتمع عيناها بأيات الطفولة والبراءة وهي تنتظر العريس ليلعبا معاً حتى الصباح، كما قالت أمها…

تشاغل العريس بغلق باب المنظرة الداخلية، وهو يفكر في خطوته الأولى وفي حديث والده: أنت رجل من ظهر رجل، فلا تجعلنا ننتظر كثيرا.
أصوات الفرح ما زالت تأتيه من بعيد، وهو يعلم يقينا أن بالباب من الخارج جمع من الأهل ينتظرون…
خلع جلبابه، واقترب منها، يمني نفسه بالنصر، وتمني نفسها بلعبة عارية جميلة…
خلع سرواله وكشف عن ساقيها…
البراءة تلتهب تحت وقع سياط الرغبة، يكبر ثم يتضاءل وينتهي…
دقائق معدودة…
أنهي مهمته الثقيلة…
ولم تستمتع باللعبة كما أخبرتها أمها بل تألمت وبكت…
ولكن لا دماء…
ما من قطرة منها تسد فراغ الشكوك.
كيف؟…
هذا لا يعني إلا أمرين كما قالوا…
إما هزيمته، وإما خيانتها…
الويل، لم أنهزم، بل انتصرت ومن الجولة الأولى وبالقاضية…

هل لعبتِ مع أحد من قبل هذه اللعبة؟…

أبداً… هذه لعبة سيئة وتؤلم…
كاذبة…
ولمِ سأكذب، لقد تزوجت لألعبها..
خائنة..
ثم انهال عليها ضربا وركلا حتى علا صراخها…
وتحطم الباب تحت ثقل أكتاف أبيه وإخوته وأبيها…
ماذا هناك يا ولدي…
ابنتكم طالق… ليست بكرا..
أشار والده إلى إخوانه أن خذوه بعيدا: لا تغضب يا حاج عبد النبي، ما زال طفلا…
أشار عبد النبي إلى زوجته، اذهبي فأتي بالداية…
بعد ما تقول الداية كلمتها سيكون لكل مقام حديث…
جاءت الداية، ودخل النسوة معها… علا صراخ العروس ألما…
خرجت الداية ومعها شال أبيض ملطخ بالدم…
انطلقت الزغاريد لتملأ جنبات الدار…
العريس طأطأ رأسه خجلا…
عبد النبي أخذ ابنته في يده ومضى.
الدماء فوق الشال علامة.. تبكي في انزواء.

Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp