You Create, We Appreciate

مصطفى يونس يكتب: قصة جديدة..

مصطفى يونس يكتب: قصة جديدة..
الكاتب مصطفى يونس
الكاتب مصطفى يونس

حدث ذلك عند السطور الأخيرة..
كانت خيوط القصة تتجمع أمام عينيه على الورق رويدا رويدا..كلمة كلمة..وسطرا سطرا..يكاد يرى الشخصيات..لا بل يرى المدينة التي يعيشون فيها بمبانيها وشوارعها وكلابها وقططها ووجوه المارة في دروبها ..حتى أنه كان يرى جيدا عمود الإنارة ذا المصباح التالف في الشارع السادس المتفرع من الميدان الكبير.. كان يرى الماء المتدفق من النافورة في قلب الميدان من تحت أقدام تمثال ضخم لامرأة تبكي وهي تحتضن كتاب.. ويستشعر برودة الجو على مساماته ..لماذا اختار أن تدور القصة في الشتاء؟
عجيب ذلك الشعور ولا يلمسه فعلا إلا كاتب مجنون..
هو كان كاتبا مجنونا..

هذا هو التفسير الوحيد الطبيعي لما حدث حين رفض عقله الاستسلام للنهاية التي كانت كل الخيوط مع طباع الشخصيات تقود إليها.. حتى وجوه البوابين الجالسين على دككهم في مداخل البنايات المجاورة لسكن البطل..صوت القطار..العصفور الصفير الواقف على كابل الإنارة..كل شيء ..كل شيء كتبه تقريبا يقود القصة لهذه النقطة..
لكنه لم يقبل..
حاول أن يتملص..
ربما يرجع سطرين إلى الوراء ليعدل الأمر ..
لكنه وبعد ساعة من التفكير الممتزج بالصداع، فشل في إيجاد نقطة ليقلب الطاولة ويحول مجرى النهر..
ربما لو رجع صفحة..صفحتين..ربما..
قادته خيوطه عائدا حتى الصفحة الأولى، وساعتها اكتشف أنه لم يكن بدا من كتابة قصة جديدة في مدينة جديدة..
مدينة أخرى ليس فيها ميدان كبير تتوسطه نافورة، حيث يتدفق الماء من تحت قدمي تمثال ضخم لامرأة تحتضن كتابا وهي تبكي..

Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp