You Create, We Appreciate

بدوي الدقادوسي يكتبـــ: ميلاد أنثى (قصة قصيرة).

بدوي الدقادوسي يكتبـــ: ميلاد أنثى  (قصة قصيرة).
الكاتب بدوي الدقادوسي
الكاتب بدوي الدقادوسي
الحياة معادلة : عنصران وناتج ، في السنة النهائية من كلية الهندسة ، هي الابنه الكبرى لتاجر اكسسوارات نسائية في (زنقة الستات ).
عندما خطت خطواتها الأولى للمدرسة قال لها كوني الأولى أت لك بأي هديه تطلبينها ، أمسكت كتبها تكتب بسهولة ، تحفظ بسهولة فتنال هديتها.
صارت الحياة معادلة واحدة: مذاكرة +نجاح =هدية ..لاتعرف إلا المنهج المدرسي وكلما كبرت كبرت الهدية ، لم تسأل أبدا سؤلا خارج المنهج .
وهي تكتب الواجب في الصف الثاني الإعدادي أصاب أختها الصغيرة الذهول عندما رأت سلائلا برتقاليا ينساب من تحت أختها ،هرعت امها إليها .ضحكت ،احتضنتها .
عادت فريدة تستكمل واجباتها ، لم تسأل عما حدث فهو ليس في المقرر .
اليوم هو موعد نتيجتها في كلية الهندسة انطلقت هي وزميلاتها وزملاؤها هي الأولى كما اعتادت .
عادت للبيت وجدت الهدية في انتظارها .سيارة صغيرة تجوب بها شوارع المدينة يركب معها أصدقاؤها .مزح ولعب لم تنتبه ابدا ان هناك فروق جوهرية بين ولد وبنت .كلنا طلاب في الهندسة يختلف مزح محمدعن سامح عن نيفين ولكن كلنا في المحاضرة -طالب .تختلف تضاريس الجسد بعض الشيء ولكن هكذا خلقنا الله .
أوصلت أصدقاءها كل لبيته ، عادت لبيتها وجدت والدها لأول مرة في هذا الوقت .لايعود من محلاته إلامع ضوء الصباح .ابتسم لها سأهديك هديةجميلة لقد تقدم اليوم عريس ووافقت .ابتسمت .انطلقت لغرفتها غيرت ملابسها فتحت صفحتها على الفيس دخلت جروباتها أبلغت أصحابها أنها لن تخرج غدا .
طبيب صيدلاني وسيم يجلس بجوار والده .سلمت وجلست .حدد والدها كل أمور الزفاف .في شقة فاخرة انتقلت .لاتدري كم شهرا مر ؟.لم تختلف حياتها في شقتها عن حياتها عند أبيها؛ يقف في صيدليته طوال اليوم يعود لينام وهي مع أصدقائها بالسيارة وتعود للبيت ليلتقواعلى الفيس يعلقون على مادار طوال اليوم ، تسهر طوال الليل وتصحو مع العصر .
أخبرها زوجها أنه سيسافر لدولة خليجية ليحسن من دخله ويجمع ما يفتح به صيدلية اخرى .
أصبحت أكثر التصاقا بالفيس تقرأ وتعلق تحلم بكتابة منشور ولكنها تعجز فلم يكن ذلك في المقرر .رأت نفسها تتوحد مع ما يعجبها فتنقله لجروباتها شجعتها تعليقات أصدقائها بدأت تعي ما يدور من زخم ..مجلس عسكري يتهكم عليه الشباب وسلفيون تحدوهم رغبة عارمة في الوصول للحكم وإخوان يحلمون بالسلطة وفلول يبكون جاها وسلطانا دائلا .تعمقت الأحداث تبهرها الأفكار الجديدة تنقلها باسمها ..بهرها فكره وصائب رأيه يضرب بجذوره في التاريخ تشربت ما يكتبه نظرت لصورته المجاورة للمنشور سرت في جسدها قشعريرة ؛ إحساس لم تشعر به من قبل ! ماهذا؟ تجلس ساعات تنتظره عندما يفتح صفحته يسري في جسدها شعور لاتعرف له وصفا فلم يكن هذا في المنهج ، طفلة تفتحت عينها على الحياة ، سحر وصفه لبطلاته في قصصه ملأها حيرة هل هي أنثى مثل هذه البطلات؟
تمددت على فراشها تحسست جسدها مرت بأناملها فوق نهدها سرت في جسدها رعشة ، نظرت في المرآة رأت أنثى ابتسمت لها وغمزت بعينيها .عادت لجهاز الحاسوب حاولت أن تكتب شيئا أخذت تكتب ..كلام ساذج ، مسحته، ملأها الضيق، بكت ، قررت أن تكتب له رسالة ..أحبك يا أول رجل ، هل أنت من محاربي الساموراي أم من فرسان العرب أم من نبلاء روما؟أم منك يولد هؤلاء؟مسحت ما كتبته، بكت ، راحت في غيبوبة ، ضمها لصدره قبًلها ضمته لصدرها أخذت تهزي يارجلا يحمل كل جينات البطولة أيها المكتشف الأول لكوكبي الملتهب ، أفاقت تتفصد عرقا، ترتعد، نظرت لجسدها هالها انتفاخ بطنها ازدادت رعبا عندما ناداها صوت من تحتها :لاتخافي ولاتحزني فغدا تلدين غدا او بعد غد …تكاد تجن..ألد؟؟؟قال نعم ففي رحمك قلب أنثى ارتكنت بظهرها لسريرها وهي تفترش الأرض فتحت رجليها يتحرك أمامها .قلب أخضر سرعان ما اخترق ضلوعها .واستقر …نهضت جلست للحاسوب .رن هاتفها زوجها يحدثها .قالت:أرجوك احضر فورا خذ شقتك وأموالك فأنا ولدت من رحمي قلب أنثى .أغلقت الجوال …كتبت…وهي تكاد تطير ..حين تظهر تهدر جميع الأنهار في جسدي وتدق النواقيس عنان السماء وثمة نشيد يملا الدنيا طولا وعرضا أنت وأنا فحسب نسمعه ..
ظلت تكتب صار حصيلة ماكتبته ألف بيت يرتلها العشاق في الصباح وألف قصة يهدهد االعشاق بها معشوقاتهم قبل النوم .

Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp