كانت الغيوم تتجمع `منذرةً .بقدوم شتاء يودع صيفا حارا، قد أسدل أستاره وَهَمَ بالرحيل. من خلف ستائر نافذتى .أعتدت مراقبته عن كثب وهو يمشى على الشاطىء، يتأمل صفحة الماء، يبحث في الرمال عن الأصداف يتأملها ثم يقذفها داخل الموج الحانى ، لا يفطن لشيء غير نفسه ولا يشعر بالعيون التى تراقبه وتحفظ قسمات وجهه وتجاعيده وبريق عينيه وشعره الكثيف.ولحيته التى يشوبها البياض، يضفى عليه جمالأ ووقارا، يُزين هذا العود الفارع قميصا أبيضا طويلا ، أنظرُ إليه وكأنه أخر ضوء للنهار، يتأمل أول شعاع لألوان الغروب، ينظر بعمق المدى النائي للبحر. الذى يحتضن الجبال والسماء، متسائلة بصمت تُرى بماذا يفكر؟
ما هى الأسئلة التى تشغل فِكره الى هذا الحد؟
- مصطفى عوض يكتبــ: هكذا.. (قصة قصيرة).
- ظهور مميز للكاتبة شيماء الهادي في معرض القاهرة الدولي للكتاب بروايتها الهيموفوبيا.
- صابر مرزوق يكتبـــ: القاتل..(قصة قصيرة).
هل لهذا الصمت المذبوح على جدران الزمن أن يستمر، أم يصرخ بجنون في اللاوعى، كم تمنيت أن أذهب إليه، ولربما نتبادل أطراف الحديث، أمسك يده، أحادثه لعلى أجد أجابات لأسئلتى؟
أسيأتى اليوم الذى أُخبِره كيف يكن له قلبى وهجا من لتوق صريحا، كيف لخافقي يهيم به عشقا، كل ليلة يراودني فألفظهُ وهما فى الصباح مع الفجر. كيف أنت ركام كل يوم، وصقيع كل سحر، كيف أنت؟ الضوء الخافت خلف قرص الشمس الناحلة بالشعاع، أنى أبعث لك كل يوم، رسائل بلغة لا تُقرأ ، أعلم أن هذه عبثية اللاجدوى، متيقنة إن مالا يعرف لا يعوَل عليه، ولكن … ريما سيأتى نور الصباح بأمل جديد، لعلي أذهب اليك، أستجمع شجاعتى وأقف أمامك أبوح ما أخبرتك به كثيرا، ولكن هذه المره بصوت مسموع. أن امد لك يدى حتى تتلمس يدك فربما تُهامسك عن الحزن الذي اعترى خافقى، أنك ستدرك أني لم أولد الا لك ، علني احظى يوما بحبك؟ فأبكى فرحا، وتضحك أنت من سذاجتى، أم أن هذا كله محض هذيان؟ أملا مصلوبا، ينتظر على جدران العدم…