تكوين
كنت كلما سألته، رفع إصبعه ضاحكاً، بينما يداعب مسبحته الطويلة وقال:
– هو في السماء
ذات صباحٍ رأيتهم ينزلونه حفرةً مظلمةً، ويهيلون عليه التراب، في المساء سألت أمي:
-أين ذهب جدي؟
-إلى الله
بعدها صرت أمشي على أطراف أصابعي ، أتأمل -مترقباً- وجه الأرض
كم كنت واهماً يا جدي…كم كنت واهماً!
………
*فيلم مصري قصير يشارك في مهرجان السينما المصري الأفريقي
*مصطفى عوض يكتب: الوجوه المتعددة للحب (نصوص)
تيه
قال الفأر:
ليتني زرافةٌ، يناطح رأسي السحاب، وأهرب من عفن المجارير..
قالت الزرافة:
ليتني فأرٌ، أختبئ في الجحور من الأسد المتربص
قال النسر المحلق فوق الرؤوس:
ثلاثتكم في النهاية لي، فأين المفر؟!
……..
رزق
نهارٌ كاملٌ من الانتظار
يختلس النظر إلى (مخلاة) جاره الممتلئة عن آخرها
تغرب الشمس ؛ فيعيد الجار الأسماك إلى البحر، وينطلق بسيارته الفارهة مبتعداً
بينما يرجع هو -منكسراً- بمخلاةٍ فارغة
تماماً كبطون أبنائه الصغار..
……….
سِفْرْ
حين فر الثور هارباً، كان الإله غاضباً جداً، نظر إلى الكرة التي استقرت تحت قدميه، تأمل الأحمر الذي غطى مساحتها تماماً، فكر قليلاً، ثم ركلها، لتغوص في الظلام..إلى الأبد..
………
جوع
بينما يعانق حد السيف يدي، صرخت:
وهذا (الكافر) متى تقيمون عليه الحد؟!
………..
ميزان
-هل لديك أقوالٌ أخرى؟
-أجل. أين لساني الذي قطعتموه؟
………
نسبية
-من ربك؟
سألاني، أجبت:
جائع…جائع
هوت المطرقة على رأسي. بينما أغوص في الأرض السابعة، صرخت:
لكنه هو أيضاً لم يعرفني..!