أكتب إليك الآن، رغم البرد القارس، والتيه الموغل في العبثية الذي يمر بالعقول فيسفهها، وبالقلوب فيجلو عنها نقاء النية وصدق الشعور، ويتخبط الناس في الإفك.. لا فرق بين كبير وصغير، مثقف أو عامل أجرة، بين صادق السعي نحو إنسانيته، وبين مدّعٍ لا يجيد غير أكل أكتاف بلا رضا ولا شبع ولا كفاية ولا اكتفاء.
يا عزيزتي: لا يضيرني أن أقول إني حين أكتب إليك؛ أستحضرك، أستدفئ بك، أجيء بك من صخب عالمك إلي عالمي مرغمةً، أنظر في عينيك وأحتضن بكفيّ كفيّك، وأشعل بحرارتي شغفك المنطفئ.
آااه لو تعلمين، كم أنني كنت أجيئك كي أهرب مني إليك، أهرب من زحام أفكاري واضطراب نفسي الهائجة المتقلبة، وأحتمي بك مني.
ولذا؛ لا أغضب منك حين تردينني إليّ، فهي بضاعتي.. وذاتي التي رُدّت إليَ.
سمية جمعة تكتب: رسالة. - Kinzy Publishing Agency
[…] فتحي إسماعيل يكتبـــ: رسالة. […]