ساقطٌ
لامحالةَ
بينَ الرَّمادِ
ولؤلؤةِ الشعرِ
عصفٌ
هجيرٌ
تحاريق
تحرق أخضرنا
،
ثَمَّ جوعٌ
ولؤلؤةِ الشعرِ
لم تُغن منهُ
سماءُ القصيدةِ مفتوحةٌ
للطيور التي تهجر الروح من عطشٍ
،
ساقطٌ
لامحالةَ
مُنْتَهَكٌ بالمراراتِ
أهوي
ويهوي معي فيلق الشهداءِ
على أُهبةِ الليلِ
من حالقٍ
أو غموضٍ دمٍ
مفعمٍ بالخيانةِ
،
بحرٌ
ويسرقُ أندلسًا من نشيجي
ليفصمني عن مشيمةِ حُزني
ويهبطُ بي في دمشقَ
،
وبحرٌ
فلا أرتوي
يرتوي من غنائي اليمامُ
ليسقط في الفخِّ
لا حقَّ لي أن أعودَ
ولا حق في ذمتي للبلاد التي شردتني
لترتاح فوق سرير الغزاةِ وتمنحني إخوةً هُجُنًا
،
راكعٌ
لا محالةَ
هذا الخرابُ إلهٌ
فكونوا عبيدا
– مثلما كنتُ
كان القطيعُ –
وصلوا معي
،
ضائعٌ
بين ليلين
أُودِعُ سرًا
وأرحلُ
،
مما تبقى نخيلا
ونيلا
تفصد جرحي
تواريخَ شاخت
وثأرًا تعلق في عنقي
،
ضللتني المواريثُ
كانَ تواطأ فيَّ الظلامُ عليّ
وكنت توضأت
صليتُ
أسلمتُني للشرائعِ
روضتُ خيليَ
فامتثلتْ
واحتفت بالنعوش المُعدةِ
فوقَ الوعودِ
وتحتَ الرعودِ
،
ورتقُ السماواتِ والأرضِ
صلصالُ خَلْقٍ
تَبَدَّدَ في صرخاتِ الدخانِ
وجَمْعِ القيامةِ
فوق الخرائطِ
فتقًا
نزيفًا
،
فلا حَزَنٌ
ها هنا
أو فَرَحْ
،
وإذن
ما الذي يُوجع القلبَ في أوج غِبْطَتِهِ المُدَّعاة
وينكأ جُرْمَ الجروحِ القديمةِ
يطأُ الروحَ في عنفوان البلادةِ
ينثرُ ملحًا على كُلِّ ذَنْبٍ تَرَكْتِ؟
…
جُثَّةً فوق صفحة نهر طموتُ
فَحَلَّ احتشادُ الأساطير
في موجةٍ من أنوثتها
تعاريقَ سرد يطولُ
،
وسيدةٌ في الثلاثين من وردها
تمنح الروح جمرتها
،
فانتصبتُ فتى
ونبيًّا
،
وكان أن انشق بحرٌ
بسحر عصاي
ليأخذني الرملُ للتيهِ
والتيهُ للنارِ
– كان الحريق اعتيادًا
فصرتُ الرماديَّ
صرتُ الرمادَ
،
وكنتُ اجتبيتكِ
من خطاياكِ كانت خطاياي تبدأُ
حدثتُ عنك المواجيدَ
خبأتُ في القلبِ قلبَكِ
فانحلُّ كونٌ
وأفقٌ نبيٌّ
يرتل قرآنه صبوةً
واختلاجاتِ فوَضى
،
وتترى العناصر هائِمةً في السديمِ
فيبدأُ رملٌ
وعُريٌ
وخفقٌ تَوَزَّعَ في الخَلْقِ
غرناطة اشتعلت في العروق
– استحالت غبارًا
فغادر لونٌ شَرانِقَهُ
والفراشاتُ حطت على جسد يستعد لمعراجه
من تجاعيد قدس رخام
إلى سِدرَةِ المُنتَهى
والبراق استفاق على أول النخل في أول القلب
أسس في الكون كون العراق
فماد الصعيد بعدودةٍ
أبرقت للحنين فكان
وبيروتُ تهدي البلابلَ
حِصَّتَها من حليبِ البناتِ
تراوض تونسَ عن غيِّها
حين تمضي إلى فاس
ترقص فوق نبيذ النقوش
مددت يديّ
أنادي دمشقَ
وبحرَ يديكِ
انتفضتِ على غرقي
فانتبهتُ
على معجزاتِ أصابِعِكِ العشرةِ المُصطَفاةِ
تُحَلِّقُ في صرخة الجِبِلَّاتِ فوقَ السماءِ الأخيرةِ
مسنونُ صلصالِها
يتنزلُ في حمأٍ من جحيم البرايا
ونارِ السَّموم
ويخسف بالأرضِ أوزارَها
يَتَشَظَّى فَيَبْعَثُهَا
سُرَّةً للوجودِ
يُحرضُ في صبوات الممالك بوحًا
وتَفلِتَ من أسرها مهرةٌ
أرهقتها القيودُ جنونًا
وكانتْ
– على فرحٍ –
رِعدةُ الجسدين/الجسدْ
ثم كنتِ
…
وكنا
،
وكنتُ اجتبيتكِ
أتقنت في شفتيكِ
– على شغفٍ
أبجديةَ قمحٍ وتمرٍ
لأضبط إيقاع لحنكِ
كنتُ تلمستُ في الدرب دربًا لوجدكِ
لمْ ألق إلا السرابَ وراء السرابِ
،
وهذا الرماديُّ
هذا الرمادُ
يُؤَسِّسُ مملكةً مِن عظامٍ الوجودِ
يُنَصِّبُنِي فوق عرش الفناء مليكًا
ويمنحني الصولجانَ
وبعضَ الندم
…
من خطاياكِ كانتْ خطاياي
أمعَنتُ في الذنبِ
حتى تكلَّلتُه حُلُمًا
وانتظرتكِ
نُكملهُ
،
كنتُ أبحثُ عنكِ
فلا أَلتقيكِ
ولا ألتقيني
وليس سوى الحلمِ
تزدادُ وطأتُهُ
كلما زادت الظلمةُ الحالكةْ
،
هل شُفيتُ؟
وهل كنتِ دائيَ
هل كنتِ
أم لم أكنْ؟
،
هل هو اللاشيءُ
أم عدمٌ
أم سرابُ التحقق
في وطنٍ عابرٍ؟
،
وإذن
هل فناءٌ
ويختارني؟
هل أبدٌ
أم مرورٌ
ونعبرُ
لا حبَّ ثَمَّ
ولا حقدَ
لا شيءَ
والرِّيحُ في جعبتي
محضُ تُرَّهَةٍ من هواءٍ
ويمضي
تعلمتُ أسماءَهم
واخترعت اللغةَ الميْتَ
أنبأتهم بالأضاليل
شيَّدتُ في الرمل
ملكًا من الزيف
أهدمُه في اندلاعِ السَّأَم
…
فجأةً
شوكةُ
باغتني
بما يُوجِعُ القلبَ
في أوجِ فتنتهِ
سَقَمًا
يطأُ الروحَ
،
مُلكٌ وعرشٌ
وكونٌ يدورُ
كما شئت
وهذا الألم؟
…
آن أن أُذعِنَ الآنَ
ما زلتِ بيني وثلج الخواءِ
ومازال نهداكِ شارةَ حزني
وفخذاكِ شُبَّاكَ برقي على فرحٍ لا يُطالُ
،
وأن أعلن الآنَ من كفني:
لم أصدقْ عَنِ الموتِ
أكثر مما أراد ليَ الموتُ ألا أصدقَ
كنتِ سراجي
ومشكاة قبري
فأبصرتُهُ
– حين تغفو القصيدةُ
ينسلُّ بين عماءين
يأتي إلى مخدعٍ من دمي
يتسللُ
يُسبِل جفنين من وسنٍ
يشتهيكِ
ويحكي الحكايةَ
…
كان النهارُ الأخيرُ أخيرًا
لأنَّا نسينا على مقعدٍ حلمنا
كانَ أوراقَ بعضِ الخريفِ –
استرحنا إلى جرحنا
وانتبهنا على صمتنا فجأةً
فاحتمينا بكُلِّ الكلامِ المُعاد –
ولكنُّه غُصَّةٌ في الفؤادِ
وقلتِ الودادَ
فأسلمتُ أسفلتَ هذي الأَزِقَّةِ قلبيَ
خاتمُ عُرسك في إصبعي كان مشنقتي
مُذْ رميتِ به للصدأ
،
هل تبقى لنا الطينُ؟
،
يعزفنا بين ليلٍ وأسودِهِ
هيكلًا لا يَمَلُّ هزائمَهُ
ينثني تحتَ ضِعف الذراعِ –
إذا خاصرتني الذراعُ
ويكتبُ نهديكِ أغنيةً في الوداعِ
….
ونهرٌ تسلل من شِّقِ أزمنة
دشنتها المواجعُ
في زمزمات المواويلِ
في عطش الأرضِ
يَسكن حشد الضجيج المراوغ
يشعل دائرةَ اللَّونِ
يُغري الخلائق من حوله بالحنين
وبالرِّي من ظمأٍ
وعناقيدَ من دهشٍة
،
جاء نوحُ
تمخض طوفانُهُ
عن أنامٍ خنازيرَ
أو عن خنازيرَ يسكنها بشرٌ نافقٌ
فاستبدَّ الهواءُ برائحةِ العفنِ المتأصِّلِ
والريحُ لم تكترثْ فاستبدَّ بنا
،
نحنُ نملٌ
يفاجئنا في النِّزالِ سليمانُ
تَحْطِمُنا خُطُواتٌ غلاظٌ
فلا نجد الدرب نحو مساكننا
ليسَ يُدرِكُنا العدلُ
والرحمةُ امتثلتْ لقضاة الطُّغَاةِ
فصرنا هباءً
تَبَدَّدَ بين إيقاع أحذية الجند
والإمعاتِ
وجيفِ الظُّلْمَةِ الفَاصِلَة
…
ساقطٌ حُلمُنا
ساقطٌ زيفنا
وانتصاراتنا ساقطةْ
…
لا سبيلَ سوى للهلاك ِ
وهذا الرماديُّ
هذا الرمادُ
يتوجنا بالخديعةِ
،
لكنَّ صرخةَ روحي الأخيرةَ
تأخذني صوبَ نهرٍ يجفُّ
وبحرٍ يثورُ
وتقذفني للقصيِّ المباغِتِ
تبعثني
،
مِنْ هنا
أو هنا
ليلكٌ يبتدي،
ظلمةٌ تنتهي
والقلاع التي وقفت بيننا
كان يهدمها
بجناحين من أمل
طائر
يتحدى السماء بحريته
،
ساقطٌ حُلمُنا
آسنٌ صمتنا
والخفافيشُ
– مرآةُ أسودنا –
تتصيدُ أجمَلَنا
،
صوتك المُرُّ يأتي على صهوةِ الملكوتِ
يفاجئني عند شك الوجود
وشك العدمْ
…
هل وجودي نقيض الوجود ولعنته
أم نقيض العدم؟
…
صوتك المُرُّ يأتي
فألهث خلف سؤال الصواعق
بحرٌ
وأتلو على زبد الماء حزني
أُسائلُ من سغبٍ شهوتي للصبابة:
كيف أكونُ بدونِكِ؟
بلْ
كيف لي أن أكونَكِ
في لعنة الجسدِ الغَضِّ
وجدِ التباريحِ
مخمصةِ الثأرِ؟
ما لي أناديكِ
ما لي؟
كأني بعيدٌ
كأنك غبتِ؟*
،
أُحرر ذاتيَ من ذاتها
وأخاصر موتيَ في رقصةِ الموتِ
أحيا – إذا كان لي
دون حريتي؟
أسأل الطينَ في هجرتي:
من أنا دون جرحي
… ودونَكِ؟
أسأل:
من لي هنا أو هناك
وفي أي جُحْرٍ يكون ختامي؟
،
ومن ياسَمٍ
خنجرٌ يَتَسَلَّلُ بين الترائبِ
يُوغِل نحوَ البداياتِ
،
من وردها
في الثلاثينَ
سيدةٌ
تدخل الليلَ من باب قلبي
تصلي
وتمضي لباب العمود
فتقترح النايَّ شمسًا لروحي
وجُندَ سليمان
،
من هاجسٍ نرجسٍ
من فضاءٍ يُطِلُّ على باطلٍ
من ضباب الأباطيل
أبدأ حريتي
فارسا
يتساقطُ في غَمرة الطعن تحتَ السنابكِ
رعدًا وبرقًا
وزنبقةً فوق كل دم يتخثر
أُلقَى
على عرشه
لا ينيبُ
ودابةَ الأرضِ ليست تؤرخ موتيَ
،
وسيدةٌ
– في الثلاثين من وردها
تَنْتَحي جانباً
خلف سورٍ من اللاَزوَرْدِ
تقترح الشمس نايًا لروحي
،
يلاحقني وشمُكِ الحُرُّ فوق الحواسِّ
فأسألُهُ:
كيف لي أن أكونُ بدونكِ؟
كيف أُهادِنُ هذا الخرابَ
وكلُّ سماءٍ تَمُرُّ على عجَلٍ
عندَ باب أغنيتي
تمنحني شمسَها
والغيابَ؟
…
أُمرِّرُ في غابة المرارات دمعيَ
لي أن أصدق أنَّ سماءً تظلل هذا الرحيل
وأن النجاة من العيش لم تتمخض عن الموت
لكنها لم تُعِدْ لي بعض قلبي
…
ساقطٌ حلمنا
زئبق ظلنا
والمناديل في الوداعات ساقطةٌ
،
لم نمت
لم نغادر سوى نعشِنا في الولادةِ
لم نحتملْ صوتَنا حين ضَجَّ بلوعتنا
قد وجَدْنا عذاباتِنا هامِشًا تافهًا فوق متنِ الحواةِ
،
هنا حاضرٌ حجرٌ
ترانيمُ ماضٍ من الرملِ
يمنحنا مطرًا من سراب الغوايةِ
مستقبلٌ
يحتفي بالجيادِ
وصلصلةِ السيفِ
أُسْدٌ
تهددنا بالثبورِ
وعند اللقا تتوخى الفرارَ
وفي أوج عِزَّتِها تنحني
للقبائلِ
تمنحها لحمنا
،
ساقطٌ حلمنا
مُهدرٌ تحتَ دفْقِ التوابيتِ
والتراتيل فوق مقابرنا ساقطةْ
،
فبماذا التَّعَلُلُ؟
،
كنَّا غيابًا:
مُعلقةً
أو مُعَلَّقتين
وعشرًا بأستارِ كعبتِهِ
وعدَ نهرٍ ليُغرقَنا قرابين للوهمِ
كنا سنحلم يوما –
إذا ما استطعنا
،
وكنَّا وثقنا بلغو الطغاةِ
فجروا إلى لُجَّةِ الظمأِ المتهافتِ سيلَ الغزاةِ
وطوفانَ أشلائنا
سرقوا قمرًا من سماء محبتنا
أمموا وردنا
واستباحوا أسرَّتنا في الظلام
،
النجاة من العيش كانت فجيعتَنا
في انتظارٍ طويلٍ لنعرف مَنْ نحنُ
… مَنْ نحنُ؟
،
كان الخراب كثيفا
– وكنا نرى
لم نكن غيرَ ذاتٍ
يمزقها جسدٌ مُنهكٌ بالغبارِ
ونبضٌ يفاجئنا كلَّ يومٍ بعارٍ
خرابٌ يُتَوِّجُهُ عسكرٌ/تَتَرٌ بالخراب
يعيشون عنا لنا
يعشقون لنا
يعرفون لنا
بالنيابة عنا
ينامون ليلا لزوجاتنا
تاركين على جَمَرات الأَسِرَّة عُنَّتَهم
وانتصاراتِ وهمٍ
تمطى بصلبٍ
وأردفَ أعجازهم
كي ننوءَ بِكَلْكَلِهِم كاملِ الأُبَّهَاتِ
وراء طواغيتهم
تتلظى هزائمهم
من تلافيق نصر يخلد سطوتهم سرمدا
ثم سيفَ الحقيقة يبتر أشلاء اشلائنا
…
ساقطٌ حلمنا
يدنا ضرجتها الدماءُ تطالِبُنا بالدماءِ
مزاميرُ ناموسنا ساقطةْ
،
وحشتي أنهكتني
وكان السراب على سُدَّةِ الحلم بوصلتي
كان طيني
يَضِجُّ بِكُلِّ خَطَاياهُ إلاكَ
كنتُ اقتربتُ
توضأت بالدمِّ
حتى تَوَضَّأَ بي الدَمُّ
صلى وحيدًا
سألتكَ
يا موتُ
حدد لنا ما لنا
وانسنا ساعةً
علنا
نستريحُ إليكَ
فلا تستريحُ إلى شكِّنا
وانسنا
علنا
نفهم الفرقَ
بين الرَّماد
وحُمَّى الحنين
وضوْرِ الوجع
ساعةً
علنا
نُتقِنُ الفرقَ
بينَ المنافي
ومنفى الوطن
،
لانتباهٍ أخيرٍ
وبعضِ اكتمالٍ
وفوضى تُرَتِّبُ فوضايَ
كنتُ عرفتكَ
أدركت أنك لي
وأدركت أني وحيدُكَ
أسلمتُ روحي لروحكَ
أتقنت كلَّ لغاتِكَ
حتى تحدثتَ باسمي
رجوتكَ
خذني إلى ملكوتكَ
واغمر خروجي إليكَ
بكل عطاياكَ
عندي من الشعر
ما سوف يكفي
لأرفعَ راياتِ مجدِكَ
ما سوف يكفي
لأعلنَ شهوةَ قلبي إليكَ
سألتكَ
كيف تهاجرني في رخام “الطواسينِ”**
و”القلب حمال أثقالها”١؟
وانتظرتكَ
،
كنتُ انتظرتكَ
كنتُ سعيتُ إليكَ فأغلقتَ بابَكَ دوني
فلماذا إذِا لا تغادِرُني؟
ولماذا تُؤَسِّسُ في قلب عاشقتي
بلدا ثم تحتلهُ؟
…
كان توقي بسيطًا
وأهونَ من شغفٍ بالنجاةِ
محاورةُ البرعم المُنتَشِي بالخروج إلى حادثِ الوردةِ القرمزيِّ،
مداعبةُ الشمسِ للظلِّ في ميل صفصافةٍ ترتوي دمعَ تفعيلتي
صحوُ قهوتُنا في الصباح وفيروزُ تصدحُ،
قهوتُنا في المساء،
وقلبي يحن إلى مرمرٍ يَتَشَظَّى
على خصر مئذنةٍ تتَلألأُ في شارعٍ لا يُفاوض خطوي،
مُعَلَّقةٌ تتداعى
لينفرطَ الرملُ والخيلُ
والخمرُ والسيفُ منها
نزيفا جميلا
وليلٌ يطولُ على وهج النار،
ثرثرةُ العصافير بين سطور القصيدة
أُطعِمُها قمحَ شِعري،
،
هل الموت يأسٌ؟
وهل وطنٌ ما يطاردنا في المنافيَ
أم عطشٌ لسرابِ السرابِ؟
…
خروجًا عن النص
كنت أحاول موتا خفيفا
فلا ينحني القلبُ من وطأة الذكرياتِ
أو عبثِ المراماتِ
أو دمدماتِ خُطاي على أزرقٍ يتلاشى لظىً
كنت أطلب موتا شفيفا
يُؤَرِّخُ زنزانتي
وخروجي على النَّصِّ
وقتًا
أُرَتِّبَ ليلًا يليق بعتمة روحي
أرصِّعُهُ أنجمًا
أرهقتها القصيدةُ بالغواياتِ
أو زبدًا كالزبد
…
بين ليلٍ وحُلْكَتِهِ
ثَمَّ نارٌ تضيء الضروريَّ من وحدتي
رَحِمٌ
في التلالِ البعيدةِ
من مشيمته يتدفقُ أحمرُها قمرًا
يشتكي هجرةَ الدمِّ
أُولَدُ فردًا
أُمزِّقُ شرنقتي والفضاءَ
أسافرُ في أبيضٍ يتوضأُ باللحنِ من لَثْغَتِي
كيف لي أن أصالح ذاتي على ذاتها؟
،
أكبُرُ
أحبو على سُحُبٍ تَتَمتْرسُ بالأصْفَرِ المُتَمَرِّس بالوعدِ
تأخذني للبحارِ البعيدةِ
حيث النهاياتُ تبدأُني
،
كيف لي أن أرمِّمُ روحا تنازع روحيَ؟
كيفَ أفسر للناي لحن غيابِكِ؟
للشمس ظِلَّكِ إذ يتكسَّرُ ظلك في لوز عينيك؟
،
أَكبُرُ
قلبي يخبئ أَزْرَقَهُ
كي يُعيد صياغةَ أصفرها
بين بحري وصحرائها
كانت العتمةُ
– الوشمُ فوق سماء مدينتها
تتنازلُ عن كلِّ حُلْكَتِها
كي تُغني:
سّلامٌ علىِّ
وُلدتُ،
سّلامٌ علىَّ
أموتُ،
سّلامٌ علىَّ
…
وأُبعثُ حيّاً
…
ساقطٌ حلمنا ما يزالُ
دمٌ مُهدَرٌ
والحياة مفاجأةٌ باهتةْ
،
سوف أمضي وحيداً
بلا زمنٍ
أو مكانٍ
بلا قمرٍ
أو حنينٍ
على سَفَرٍ
ما حييتُ
وحين أموت
أموتُ
هنا
أوهناكَ
على سَفَرٍ
،
لا مقام لحيٍّ
على لوحتي
بل هو اللونُ،
سَيِّدُ هذا الوجود اللانهائيِّ
سيدُ هذا البهاءِ
وسيدُ روحي
…
سلامٌ على اللونِ
أنَّى سيولدُ،
أنَّي يموتُ
وأنَّى …
سيُبْعَثُ
حيّاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من بيت للحلاج:
كَفَى حَزَناً أنّي أُناديك دائماً كأني بعيدٌ أو كأنكَ غائبُ
**الطواسين: هي ثلاث سُورٍ من القرآن الكريم تُعرف أيضاً بـ ” الطواسيم ” و ” الطواسم “، وهي السور المكية المتتالية في ترتيب المصحف الشريف من ٢٦ إلى ٢٨: سورة الشعراء، وسورة النمل، وسورة القصص. سُميت بالطواسين لابتدائها بحرفي الطاء والسين، فهي ذوات طس، ذلك لأن سورتي الشعراء والقصص تبتدآن بـ “طسم”، وسورة النمل تبتدأ بـ “طس”. و”الطواسين” أيضا اسم أحد كتب الحلاج، ومنه: القلب حمال أثقالٍ، وهو عنوان قصيدة مطلعها:
حَمَّلْتُم القلب مالا يحمل البَدَنُ والقلب يحمل مالا تحمل البُدُنُ