اقتل يا سيّدي الحاكم من تشاء
فهذا الشّعبُ شعبُكَ
لا يحقّ لأحدٍ التّدخّلَ
عندكَ جنودٌ أقوياء
ذبحوا أهاليهم لإرضاءكَ
دمّرْ ما أردتَ من المدائنِ
فهذه البلادُ بلادُكَ وملككَ
لا يحقّ لأحدٍ الاحتجاجَ
خذْ ما تشاءُ من الأموالِ
فهذا الاقتصادُ ملكُكَ وحدكَ
لا يحقّ لأحدٍ أن يحاسبَكَ
اغتصبْ إرادةَ الإنسان
فهذا الإنسانُ عبدُكَ ورعيتكَ
لا يحقّ لأحدٍ التأثّرَ
اذلُلِ الرّجالَ
انتهكْ أعراضَ الحرائرِ
اطردْ من يعارضكَ
اسحقِ الأطفالَ
احرقِ البيوتَ
زوّرِ التّاريخَ
امنعِ التّنفّسَ
وانشرِ الجّوعَ على العبادِ
قسِّم البلادَ
استعنْ على شعبكَ بالجيوشِ المرتزقةِ
لوّثِ الهواءَ
حطّم السّماءَ
أهرقِ البحرَ
أطفئِ الشّمسَ
اقطعِ الأشجارَ
طاردِ السّحابَ
- نجوى رضوان تكتبــ: نحن الجناة!
- رواية ملح السراب للكاتب السوري مصطفى الحاج حسين – الفصل الخامس عشر والأخير.
تصرّفْ كما يحلو لكَ سيّدي
وأنا كرّسْتُ عمري للدفاعِ عن جرائمكَ
ولأبرّرَ أفعالكَ
فأنا أتقاضى راتبي منكَ
وأطعمُ أولادي من خيراتكَ
أزيّنُ للعالمِ تصرّفاتِكَ
أكتبُ المقالاتِ عن عظمتكَ
أمتدحُ ما ترتكب من فظائع
اسمّيكَ الزَّعيمَ المفدّى
أصبغُ عليكَ صفاتِ القدِّسينَ
أجمعُ لكَ الموالينَ
أبتكرُ الشّعاراتِ الجميلةَ
أهتفُ باسمكَ بينَ الحشودِ
أرشُّ العطرَ حولَكَ
وأرهب من يعارضكَ
وأرشدُ مخبريكَ عمّن لا ينحني لكَ
أنا – يا سيدي – خلقتُ لأخدمكَ
وألمّعَ نعلكَ
شرفٌ لي أن أكونَ كلبكَ
أنا يا سيدي
لأجلكَ أُفشي أسرارَ أصحابي
لا يهمّني إلاّ رضاكَ
ومن بعدكَ فَلْتذهبْ سوريةُ للغرباءِ
وحدكَ يا سيدي ومولايَ
وطني وجذوري.