الكتاب من تأليف الكاتب الامريكي مارشال بيرمان
Marshall Berman – All that is solid melts into air, the experience of modernity – London – Verso – 1983.
المؤلف
مارشال بيرمان :
ولد في مدينة نيويورك في 24 نوفمبر 1940، وقضى طفولته في تريمونت، ثم في حي يهودي جنوب برونكس. ووالديه بيتي وموراي بيرمان (كلاهما من المهاجرين من أوروبا الشرقية اليهودية). توفي والده بسبب أزمة قلبية في سن ال 48 في خريف عام 1955، بعد وقت قصير من انتقال العائلة إلى حي كينغبريدج في برونكس. حضر بيرمان مدرسة برونكس الثانوية للعلوم، وكان خريجا من جامعة كولومبيا. أكمل بيرمان الدكتوراه في جامعة هارفارد في عام 1968م.
الكتاب يتناول تجربة الحداثة باعتبارها تجربة تتناول المكان و الزمان، و علاقة الإنسان بذاته و بالآخرين، فالحداثة بهذا المنظور الشامل هي تجربة التحول الذي إنتاب علاقة الإنسان بذاته و بالعالم من حوله، والذي فتح افاقا جديدة أمامها معه، ذلك لان قدرة الحداثة على تجاوز الحدود، و تخطي حواجز الجغرافيا و العرق و الثقافة و الجنس و الطبقة و الايديلوجية و الدين، لا تضاهيها الا قدرتها على العصف بالثوابت، و ابتعاث التحلل و التجديد، و بث الصراع والتناقض، و نشر الالتباس و الإبهام و الغموض. انها المناخ الذي يصبح كل ما هو صلب هباء منثورا.
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول رئيسية :
الفصل الأول بعنوان ( فاوست جوته – مأساة التطور). حيث يتناول هذا الفصل التحولات الأساسية التي اَنتابت المجتمع الألماني و التي عبر عنها فاوست جوته في كتابه ( الياذة العصر الحديث)، و التي استغرقت كتابتها ستين عاما ( 1770 – 1831)، والتي كانت أول تعبير حقيقي عن وعي الحداثة بذاتها في المجتمع الغربي برمته.
أما الفصل الثاني فهو يناقش فكرة ماركس عن الحداثة والتي أعطى جوهره عنوانه لهذا الكتاب، لان عنوان الكتاب نفسه مأخوذ من كلمات كارل ماركس و من قلب البيان الشيوعي ذاته حينما يقول ماركس واصفا المجتمع البرجوازي الحديث بما يشبه نوعا من الرؤيا أو التجلي الشعري ( ان الأشياء تتداعى، لان المركز لم يعد قادرا على دعمها و الامساك بها، فكل ما كان صلبا يتبدد هباء، و كل ما كان مقدسا ينتهك و يدنس، و يجبر البشر في نهاية الأمر على مواجهة الأوضاع الحقيقية لحياتهم، و لعلاقاتهم مع غيرهم من البشر بشكل عقلي هادئ).
الفصل الثالث : ينتقل من التجربدات النظرية إلى رؤى بودلير الشعرية التي كشفت من خلالها جدليات الحداثة في عصره، إذ يرى الكاتب مارشال بريمان ان بودلير هو الشاعر الذي استطاع أكثر من غيره من الكتاب و الشعراء في القرن الماضي، ان يجعل أبناء هذا القرن يشعرون بأنفسهم كمحدثين، فالتحديث و الحداثة و الحياة الحديثة و الفن الحديث هي مفردات تتكرر كثيرا في نتاج بودلير الشعري و النثري.
الفصل الرابع وهو أطول فصول الكتاب فإنه يتعامل مع حداثة من نوع خاص يسميها ( حداثة التخلف)، لأنها حداثة مفروضة من أعلى و ليست صاعدة من أسفل او متولدة عن آليات النمو الاقتصادي الطبيعي، و تتجسد هذه الحداثة في تجربة ( سانت بيتر سبورج)، التي بناها بيتر فوق المستنقعات التي أمتدت حول مصب نهر نيفا في خليج فنلندا.
و في الفصل الخامس و الأخير من كتابه فهو يعبر عن تركه أوروبا ليعود إلى بلده الولايات المتحدة الأمريكية، و يقدم للقارئ من خلال استقصاءاته الشائعة لمدينة نيويورك، كافة الرموز المخفية في ادغال هذه المدينة الحديثة، بخرابها الروحي الداخلي، تصوره الخاص لتجربة الحداثة كما عاشها.
كتاب جدير بالقراءة و البحث و الدراسة.