You Create, We Appreciate

إلهام حسنين رضوان تكتب: كما يقولون..

إلهام حسنين رضوان تكتب: كما يقولون..
الكاتبة إلهام حسنين رضوان
الكاتبة إلهام حسنين رضوان

كما يقولون

الرماد المتكون على الفحم المشتعل

يجب أن يحمله الهواء بعيدا

فعندما يتناول ناقد رواية ما  يكون  هناك احتمالية للأحداث إما تتسم بالصدق أو مفعمة بالحقيقه أو يغمرها الكذب والتضليل  بعيدة عن الواقع تجر أذيال الخيالات والأوهام ولكن ما بين يدي  هو ثوب الحقيقه ورداء اليقين

أنها رواية قلادة الياسمين للكاتب

الصادق عامر سلطان الذي التحف بالحقيقة وافترش أثواب اليقين، فرسم صورة قلمية معبرة عن معشوقته الخالدة فلسطين

مبينا حقيقة ما طمسه  وتزييفه الغرب وخاصة بريطانيا عن حقيقة فلسطين وقدسيتها وهويتها العربية  التليدة.

ما أن تتفحص  صفحات الرواية حتى تجدها كمدينة القدس تسحبك عنوة وتغرقك سطورها

(مقتبس من المؤلف)  نعم إنها إطلالة عشق لنفس بشرية تعلم مبتغاها، فتفرض الحق، وتنشر رداء الحقيقة.

الأستاذ جمال  عندما يصطدم بشخصية جورج

 

هذه الشخصية الحائرة لشاب انجليزى  تدفعه كوابيسه  وهواجس نفسه المريضة  وقلقه للأنتحار مرات ومرات مشاركا أمه وجدته هذا المصير المحتوم؛ فيترنح بين زيارات الكنيسة ومقابلة شيخ الجامع يريد الخلاص أو يهتدى إلى طريق

متسائلًا مرات عدة هل من خلاص او علاج؟! أم لا يوجد مهرب من ملاقاة قدره الرابض فوق رأسه، فينتحر كما فعلت جدته وأمه وهل هذا ميراث بعائلته لا مفر من أمتلاكه؟

 

 

 

 

إن رحلته عن الخلاص تدفعه إلى البحث في مقتنيات أمه وجدته وجده لعله يجد شيء يخبره الحقيقة..

حقيقة هذه اللعنة المصاحبة لعائلته

فيعثر على قلادة عربية مكتوب عليها أسم عربى (ياسمين)

لتدفعه هذه القلادة إلى السفر إلى فلسطين

ربما يجد الراحة

فقد علم أن جده كان يخدم الجيش الأنجليزي فى فلسطين،

فيقابل أول ما يقابل الطريق والجدران جدران عريقة يجثم عليها مبانى حديثة، فتخبره كذب ما تعلم ببلاده،

وبأن هذه الأرض كانت من غير شعب، وأنهم كان لهم الحق فى وهبها لهذا الأمة الضالة (اليهود الصهاينة) لكي يقيموا عليها حلمًا زائفًا يحققونه بالدم والقمع وسلب الحريات وإجهاض كل ما هو بريء وطاهر وعريق

ليلتقي بالأستاذ جمال، هذا العاشق المتيم المثقف الذي يعلم تاريخ كل حجر وكل باب وكل طريق، فيزيح الستار عن كل كذبه وكل فكر تعلمه جورج ليدرك زيف بلده وحقارتهم.

يفتح عيونه على ضوء الحقيقة، فتخبره المدينة المقدسة بأنها تتسم بالأصالة والعراقة والرقي، وأنها تليدة التاريخ  ولم تكن يومًا فارغة حتى يتملكها الرعاع، فتحتضنه  المدينة المقدسة، وتخبره أزقتها وشوارعها وحوانيتها بأنها صامدة شامخة فى وجه أعدائها منذ القدم ومنذ بدء التاريخ، وأنها تحتضن بين طيات مبانيها ونسائم هوائها كل الصدق والحب والتسامح لكل الأديان لأنها (إيلة)  بيت الله ومهد الأنبياء والمرسلين بها تشتم رائحة البحر ونقاء الدين فى رحلة مبدعة مليئة بالحقائق والتواريخ وقلادة بسببها فى رحلة البحث عن صاحبتها تخبره  أسرارها، ويعلم سر صاحبتها أن القلادة سرقت من جيدها، ومن سرقها قتل زوجها، ويا للعار الذى أصاب جورج لأن من سرقها وقتل زوجها هو جده الضابط الخسيس الإنجليزي، لتفتح هذه القلادة له أبواب الماضى ليعرف الحقائق وزيف التاريخ، وأن هذه القلادة وصاحبتها هي الحق وأن أيجاد صاحبتها وتحقيق  رسالة من يحملها هو التاريخ بعينه وأنها رمزية الحق والقوة الكامنه خلف السنين، وليعلم جورج هذا الآتي من الضباب إلى ضوء الشرق الساطع باحثًا عن ترياق الحقيقه لأوجاعه، فوجد نفسه يغوص فى تاريخ تحفظه الأجيال بالتواتر وخاصة نساء هذه البلد المقدس حارسات الذكرى وهن القلوب التى لاتنسى وهن من يحفظن ما يسقط من تفاصيل التاريخ

فذاكرة نساء هذه البلاد هى الكنز الأكبر، وهن مكمن حفظ قيمنا وتراثنا وهويتنا، وأن ما تعلمه فى بلاده هو الزيف والتجني، وأن الحروب الصليبية على بلادنا ظلم وافتراء ابتدعه أوربان الثانى  الذى نادى بهذه الحروب بخطبته الشهيرة  فى مجمع كليومونت حين الهب مشاعر الناس هناك من الجياع بأن أعداء الله والصليب فى الشرق دنسوا الكنائس،  وقتلوا الأسرى، و سلبوا الدولة البيزنطية أرضها؛ فأخرج بخطبته وحش الجنون من هؤلاء الجهلة، فتتوافد الحملات الصلبية على هذه الأرض الطيبة؛ لتلقى عليها عبائة القهر والظلم ويسرقون كل شيء مادي ومعنوني.

يعود جورج إلى لندن ليبحث في مقتنيات جده، ويجد الكثير والكثير من التحف الثمينة المسروقة، وأهم ما يجد هو مذكرات جده الذى يشرح ويحكى فيها كيف تم سرقتهم وما أتمه من صفقات لبيع هذه الكنوز، فتدفعه المعرفة لرفع قضية على جده المغتصب، ويعيد كل ما وقعت عليه يده، فربما تبتعد عنه كوابيسه. لقد أصبح يؤمن بقضية، وعليه أن يقف بجوار أصحابها، فينتشر الموضوع كالنار فى الهشيم، فهذا الأمر نادر الحدوث ليدخل الضباط إلى بيته، ويفتشوا  كل شيء، و يصادروا هاتفه بعد ما أطلقوا عبارات تهديد ووعيد؛ سجنوه وحاكموه بتهمة معاداة السامية!

ولكنه كان على يقين بأنه مناصر للحق والحقيقة، وقتلوه وادعوا أنه انتحر كأمه وجدته، ولكن دائمًا يترك الخير بذوره لكي تنبت مرة أخرى باولا زوجته وما تركه فى أحشائها.

تريد أن تكمل ما بدأه حتى تكتمل الحقيقة، وتبحث في مذكرات جده، وتبحث في أقاربه، وتقابل مارغريت لتخبرها عن أسرار انتحار أفراد عائلته، وتعود باولا إلى مذكرات هذا الجد المخزية لتصاب بالغثيان من فرت ما قرأتة، فقد علمت …

إن جد جورج قد أصيب في إحدى المعارك إصابة حرمته من القدرة على الإنجاب، وأنه أمام رغبة زوجته في الأنجاب؛ أخبرها أن الحل بسيط جدا، وأنه يستطيع منحها الطفل مسافرا بها إلى فلسطين؛ ليسرق مع رفاقه طفلة من المستشفى التى اغاروا عليها، ويذهبوا بها إلى مستشفى اليهود، وتسجل بأسمه واسم زوجته، ثم يعودوا إلى لندن لتكتمل السرقات والزيف ويخبر الجميع أن زوجته حملت وولدت هناك.

لم يسرقوا أموال العرب وأراضيهم وبيوتهم وأحلامهم وسكينتهم، بل أكثر من ذلك. سرقوا أولادهم ومستقبلهم وما زالوا يحاولون سرقة الأمل إلى اليوم.

إن دعوتى لكم لقراءة قلادة الياسمن لتتعرفوا على نفس عامر سلطان عاشق فلسطين وشوارعها وأزقتها وحوانيتها وأبوابها، لكى تتنفسوا هواء عبيرها ونسيم بحرها المتلاطم على صخور الزمن من خلال صدره  يأبى ألا أن يخبر الحق مهما ارتفعت أسوار الضلال والحق والكراهية، الأمهات سيحملن فى أرحمهم بذور الأمل، وسيظل الرجال يمسكون رايات الإيمان والحق بأيديهم بعمائم  أكفانهم،  لا يهابون الموت، ويزيحون عتمة القبور بأجسادهم الأبية

Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp