انتظر!
أنا أقول لك من الآن إن كنت خائفا؛ فلا تكمل القراءة، لذا إن لم تكن مستعدا للإصابة بنوبة قلبية ( لا سمح الله ) فأنصحك بترك هذا القصة، والذهاب لقراءة شيء آخر كقصة رومانسية أو اجتماعية مثلا.
حسنا، أنت أدرى!
الإهداء
إلى روح ماري، لا تقلقي، فقد تم أخذ حقك🔪
المقدمة
يروى أن الأرواح التي قد قتلت ستأتي، وتأخذ ثأرها من قاتلها،
ولكن بحق من قد يصدق هذه الترهات؟
غرفة الموت
ظلام داكن مع نور خفيف جدا، تسير منى على أطراف أصابعها بخوف وحذر شديد، كان الرعب يدب قلبها، وفجأة سمعت صوت قوي يصدر من تلك الغرفة العليا، نظرت منى إلى الأعلى ثم ركضت مسرعة نحو الخارج، خرجت من المنزل بأكمله.
تسير في تلك الشوارع الضيقة، تضع يديها على صدرها متنهدة بعمق، شعرت بالراحة الشديدة بعد خروجها من ذلك المنزل المرعب.
سمعت صوت سيارة متجهة نحوها، استدارت، ولكن للأسف لم تلحق أن ترى أي شيء!
لقد صدمتها السيارة.
نظر ذلك الشخص الجالس خلف المقود بانتصار وشر نحو تلك القابعة على الأرض تغطي الدماء كامل جسدها، ثم أكمل طريقه وكأن شيئا لم يكن.
إنها مسطحة على ذلك السرير، قابعة كالميتة تماما، تحيط بها الأجهزة الطبية في كل مكان.
وفجأة، بدأت المروحة على السقف في الاهتزاز، تفتح النوافذ بسرعة كبيرة ثم تغلق بسرعة ايضا، تتطاير الأشياء في الغرفة وتسقط، بدأ قابس جهاز الأوكسجين في الخروج شيئا فشيئا حتى سقط بأكمله.
كانت منى تتنفس بصعوبة شديدة، إنها على وشك الموت.
أسرع الأطباء نحو الغرفة، وقبل أن تفقد حياتها قام أحد الأطباء بإعادة القابس إلى مكانه.
عادت منى إلى منزلها في الصباح الباكر، وكانت تشعر بالخوف منذ الأمس، وقفت منى أمام تلك الغرفة العليا، بدأت في تقديم يديها نحو مقبض الباب، ولكنها مترددة جدا.
فجأة بدأت بعض الأحداث تتبادر إلى ذهنها بسرعة، أمسكت رأسها بألم شديد، وبدأت في التراجع عن ذلك الباب.
نزلت إلى الأسفل وجلست على الأريكة، خائفة جدا ويتملكها شعور غريب، وكأن شيئا ما يحاول لفت انتباهها!
فتحت التلفاز لعلها تنسى تلك الحادثة المجهولة.
كانت تتابع التلفاز مندمجة مع مسلسلها المفضل، أغلق التلفاز فجأة وأغلق باب الصالة، نهضت منى بفزع وبدأت تنظر حولها برعب، انكسرت إحدى النوافذ وبعدها الأخرى والأخرى حتى بدأ الزجاج يتطاير نحو الأعلى، خدشت إحدى الزجاجات منى في قدمها، صرخت بألم شديد، نظرت إلى الحائط وبقيت متسمرة في مكانها بدأت بعض الكلمات تكتب في الدم وكانت تقول : سوف أقتلك منى!
- دارك ويب: رواية جديدة مثيرة لصابر مرزوق بالتعاون مع وكالة كنزي للنشر
- صبري حسن يكتبـــ: عندما ينضم النمر للقطيع (قصة قصيرة).
ركضت منى نحو الباب وحاولت فتحه بقدر الإمكان، ولكن لا جدوى، قررت الخروج من إحدى النوافذ المكسورة، قبل أن تخرج وضعت إحدى الطاولات أمامها مما جعلها تقع أرضا، نهضت بصعوبة وأخيرا خرجت.
نظرت إلى ذلك المنزل بغضب مع نظرة أخرى غير مفهومة، قبضت يديها بقوة ثم غادرت المنزل.
وقفت منى أمام منزل صغير في إحدى الأحياء القديمة ثم بدأت في طرق الباب بقوة.
فتح الباب وظهر من خلفه شاب طويل، وسيم، نظر إلى منى بنظرة غريبة ثم أدخلها إلى المنزل.
جلست منى وبدأت في شرح كل شيء منذ تلك الليلة وإلى الآن.
نهض ذلك الشخص الطويل المدعى بيونس نحو ذلك الرف وقام بأخذ ذلك المنديل الأبيض وشمعة سوداء اللون مع زجاجة صغيرة تحوي على عقار ذا لون غريب ثم قدم جميع الأشياء إلى منى.
نظرت إليه باستغراب شديد، ولكن سرعان ما قال لها يونس أن تقوم بإضافة العقار إلى الشمعة وتقوم بإشعالها في وسط الصالة وترمي المنديل على الأرض وتقوم بالتصوير منذ بدء العمل.
- أحمد طنطاوي يكتب: العصاري الممطرة (قصة قصيرة).
- عمر الخيام: رباعياتُه ودراسة تحليلية عن حياتِه – كتاب جديد للناقد حامد حبيب يكشف عن عبقرية الشاعر الفارسي”
عادت منى إلى المنزل وكانت تشعر بشيء غريب يشدها نحو تلك الغرفة الملعونة.
جلست منى في الصالة وبدأت بفعل جميع ما قاله يونس.
قامت بتشغيل الكاميرا وأضافت السائل إلى تلك الشمعة السوداء ووضعت المنديل في وسط الصالة، أشعلت الشمعة ببطء شديد.
بدأت ستائر النوافذ في الطيران عاليا، أغلقت جميع الاضواء في المنزل وفجأة اغلقت النوافذ أيضا وعادت الستائر إلى مكانها.
شعرت منى بالخوف الشديد بدأت في الركض بسرعة، ولكن أغلق الباب، وأخيرا بدأ سائل أحمر اللون في النزول من السقف!
إنه دم!
تغير لون المنديل فائق البياض إلى الأحمر تماما.
صدمت منى من هول المنظر وبدأت كتابات حمراء تظهر على الحائط مرة أخرى ولكنها كانت تقول، سآخذ انتقامي منك يا منى.
أخذت منى هاتفها مسرعة واتصلت على يونس وأخبرته بالمجيء حالا وإلا فإنها سوف تقتل.
أتى يونس مسرعا حالما اغلقت الهاتف، طرق الباب كثيرا، ولكن لا جدوى، قام بكسره!
دخل يونس إلى المنزل باحثا عن منى، وجدها جالسة تضم كلتا يديها إلى وجهها وكانت تبكي كثيرا، اقترب منها شيئا فشيئا ثم قال لها أنه قد أتى ولا داعي للخوف.
هدأت منى بعد فترة من الزمن وجلست في غرفتها قليلا، نهضت فجأة انحنت وأخذت صندوق أسود، قديما ومتهالكا، وضعته على السرير وحالما قامت بفتحه وجدت تلك الصور التي قد ملأها التراب تمام، مسحت التراب وظهرت الصورة بالكامل، إنها منى ومعها فتاة أخرى، كانت الفتاة جميلة جدا، عيناها خضراء ووجهها أبيض كالثلج، وجنتيها حمراء كالدم، ترتدي زي التخرج وتحمل في يديها شهادة جامعية، كانت منى تنظر إليها بحقد وغل شديد.
أعادت الصورة إلى مكانها، توجد قلادة ذهبية، تشبه طائر السنونو، أخذتها ثم توجهت نحو المرآة، وضعتها على رقبتها، تبتسم بشر شديد، تحدثت مع نفسها وقالت : أصبحت هي، هي تماما، ولكنها تبقى أجمل، كلا أنا أجمل منها بكثير، بدأت تتحدث بكلام غير مفهوم بتاتا ثم صرخت بأعلى صوتها، صرخت بقوة، قطعت تلك القلادة بقوة وغضب شديد ثم رمتها في القمامة.
مرت الليالي والايام على هذه الاحوال، تتعالى الأصوات في الليل وتكتب بعض العبارات المرعبة، ومنى تشعر بهذا الخوف كل يوم.
وفي إحدى الأيام، طرقات تطرق على الباب، فتحت منى ورأت يونس يقف وكانت حالته غريبة جدا، رأسه ينزف، ملابسه ممزقة ويلهث بتعب، صدمت منى من حالته ثم أدخلته إلى المنزل بسرعة، بدأت في معالجة رأسه ومسح الدم منه، ينظر يونس إلى أرجاء المنزل وكأنه يبحث عن شيء ما، انتهت منى من معالجة يونس، وأعطته بعض الملابس القديمة من أخيها المتوفى.
قضى يونس الليل بأكمله ينظر إلى أرجاء المنزل ويحوم حوله، خلصت منى إلى النوم، ذهب يونس متخفيا إلى الأعلى، وقف أمام تلك الغرفة الملعونة، نظر حوله مطمئنا أنه لا يوجد أحد يراقبه ثم دخل إلى الغرفة، غرفة مظلمة جدا، تحيط بها التربة في كل مكان والاغراض مرمية في كل مكان، أشعل يونس شمعة وبدأت عينيه تتجول في المكان.
مرت الساعات، استيقظت منى بفزع على صوت قوي يصدر من الأعلى، نهضت من سريرها وقامت بأخذ تلك السكينة التي تضعها تحت وسادتها، صعدت إلى الأعلى بهدوء، كان باب الغرفة مفتوحا، قامت بمد يديها إلى الباب بغية فتحه، ولكن أمسك ظهرها من قبل يد ما، صرخت منى بقوة وفجأة استدارت وقامت بطعنه!
فتحت عينيها بقوة وصدمة، إنه يونس!
نادت بأعلى صوتها عليه، وقع على الأرض ممسك بطنه، وكان ينظر إليها بصدمة، ثم بدأ في الكلام، قال لها أنها من
قامت بقتل أخاها وأختها التوأم التي تكون زوجته، نظرت منى إليه بشر ثم ضحكت وقالت له أن سره سيرحل معه، بدأت ضحكاتها تتعالى شيئا فشيئا، ولكنها سكتت حينما قال لها أنه يعلم بهذا الشيء منذ البداية ولا توجد روح أو ما شابه وأنه من كان يقوم بكل تلك الأصوات وتلك العبارات التي كانت تكتب، وأنه هو أيضا من صدمها بسيارته.
نظرت منى إليه بغضب ثم قالت له أنه لن يستطيع إثبات أي شيء لأنها قد أخذت جميع أدوات الجريمة، ثم أخبرته أنها قامت بقتل أختها لأنها تغار منها كثيرا، كانت تشعر الناس أنها مميزة دوما، وكانت جميلة مقارنة بها، مجتهدة في جامعتها وأما هي لم تدخل الجامعة أساسا، وأخيرا تزوجت بشخص وسيم ومميز، يحبها كثيرا، وحينما قتلتها، جعلتها تظهر حادثة انتحار، وحينما كانت تخفي أدوات الجريمة رآها أخيها فقامت بقتله أيضا، والآن هو ضحيتها الثالثة.
أخذت السكين من الأرض وطعنته مرة أخرى وأخرى وأخرى حتى مات تماما.
مات يونس، كانت تستعد لإخفاء الجثة، ولكن أتت الشرطة واقتحمت المنزل، وضعت الأحفاد بيد منى، أخبرها الضابط أن نهايتها قد حانت وستعاقب على جميع جرائمها وكل ما حدث قد تم تصويره من قبل يونس وأنا على بث مباشر مع الشرطة.
حكم على منى بالإعدام، وارتاحت روح ماري وأخيها، والتقت كل من روح ماري مع زوجها الحبيب يونس الذي ضحى بنفسه لأجل الانتقام حبيبته وزوجته.
وهذه هي نهاية كل مجرم وقاتل إما الموت، أو السجن أو العقاب من رب العالمين وبالتأكيد في الدنيا قبل الآخرة.