الصوفية ليست فقط رؤية فلسفية باطنية، ولا توجه ديني ، بل هي عالمٌ ملئ بالسّحر والفيض الآلهي .
في كلّ زاوية منه تأخذنا إلى عالم لامرئي ،عالم لامحدود،عالم يؤكد لنا أنّ المعجزة واقع ولا شئٌ غريب .
ولعل أهم ما ميّز الصوفيين إلى يومنا هذا هي موسيقاهم التي يعتبرونها صلة وصل بينهم وبين الخالق ،يهيمون في عالمها عشقاً ،تصوفاً وحبّاً.
يصِلون بها إلى أعلى درجات النشوة التي تغيبهم عن عالمهم الحقيقي وتجعلهم كائنات شبه ملائكية أرواحهم في السماء وأجسادهم هنا.
فكانت نشأة الموسيقى الأولى من أفغانستان ثم المغرب العربي تليها الباكستان وتركيا، تنوعت مدارسها منها: (المولوية,البكداشية,العلوية وغيرها) ومن أشهر تلك المدارس هي المدرسة المولوية التي أسسها مولانا جلال الدين الرومي،ومن ثم ذاع صيتها في البلدان العربيّة منها الشّام ومصر وبغداد ،فانتشرت انتشاراً واسعاً، وعرّفت بطريقة (الدراويش).
ولاسيما الموسيقيون العرب الذين تأثروا بتلك الموسيقى تأثراً كبيراً ،فقد تتلمذ العديد منهم على أيدي مشايخ الصّوفية الأتراك ،لحنوا الموشح والتوشيح والنشيد .
- سمية الإسماعيل تكتبـ: قراءتي لقصة “أللحرية مذاق آخر” للكاتبة سماح رشاد.
- مصطفى يونس يكتبـــ: كلنا دون كورليوني.
ومن أبرز روادها :السيد درويش في مصر-الشيخ أبو العلا محمد -الشيخ زكريا الأحمد -الشيخ سلامة حجازي .
ولعل أبرز الموسيقين المؤثرين (الملا عثمان الموصلي) الذي يعود الفضل إليه اليوم في أنَّ معظم الموشحات والتواشيح والأناشيد والأغاني التي تُقدم حالياً مأخوذة من تأليفه.
أما عن الآلات التي استخدمت ،فقد استخدموا (الرقّ).
ويعرف ب(الدف) فلعازف الرقّ دور رئيسي في تطوير الموسيقا، وغيرها العديد من آلات النفخ والزرنة التركية.
ولاننسى أهم معلم من معالم الصوفيين هي الرقصات،ومن أشهرها الرقص الدائري الذي عُرِف برقصة(عين الشرف).
فعالم الرقص الصّوفي عالم فلسفي عميق لكل تفصيلة دلالة ،ومن أهم أنواع الموسيقى التي كانت رائدة في طقوس الصوفية المسلمين موسيقى(الفن الآلهي) فكان لها نوعان من الأداء :
١- ذكر في حلقات الذكر ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ،وكانت تنشد باللغة التركية .
2- شهر رمضان المبارك: نشأ هذا النوع في القرن التاسع عشر أُطلِقَ عليها اسم (الشغول),وهي عبارة عن ترانيم تؤدى باللغة العربية في شهر رمضان المبارك .
ونوع آخر أيضاً مختص بشهر رمضان المبارك يُسمى (المناجاة ) التي هي حاضرة إلى يومنا هذا في طقوس شهر رمضان،تبتهج وتستأنس النفوس بسماعها .
فالصّوفية عالم مكتمل من الأسرار ،حاضرة إلى عصرنا الحالي , لها المؤيدين ولها المعارضين ، لكن لانستطيع إنكار تأثيرها على العالم منذ انطلاقتها.
فاطمة حسن تكتبــ: صديقتي ذات القلب الطيب. - Kinzy Publishing Agency
[…] آلاء العريف تكتب: لمحة عن فنون الصوفية. […]