عبد الكريم حمزة عباس: إشكالية كتابة القصة القصيرة جدًا (ق. ق. ج).

تعتبر القصة القصيرة جدا من أكثر الأجناس الأدبية انتشارا وإثارة للتساؤلات، وأقدرها على التعبير عن هموم الحياة اليومية، ومشاكل الانسان المعاصر على الرغم من قصر حجمها، وذلك بسبب توسلها بمجموعة من التقنيات الفنية والأسلوبية، التي تعتمد تقليص اللفظ و تـوسيع المعـنى عن طريـق الـتكثـيـف والاختـزال، وكـل هذا يتـجـلى في نصوص قصيرة جـــدا لكنـها تـزخـر بالمعاني والـدلالات، المقـصودة من طـرف الكـاتب، مع الأخذ بعين الاعتبار، انه ليس كل نص سردي قصير يعتمد الايجاز والاختصار (كما يتوهم البعض)، هو قصة قصيرة جدا، لأن ما يحدد هوية الانتماء لهذا الجنس الأدبي هو لغته الشعرية، والخصائص الجمالية، و كــذا التــــقنيات الفـــنية والأسلوبيـــــة الـتي يرتـــكز علــيها الكاتب لكـــتابة نصـه، و التي تجـعله ينتمي إلى هــذا النمط السـردي الحديث.

ومن الجدير بالذكر، بأن العـــديد من المتـــهافتــــين عـــلى كتابـــة الـــــقــــصة القــــصيرة جــــدا، يســــتسهلون أمــــر كتــــابــــــتها، ويـــــخوضون في بـــحر لا يـــــعرفـــون حــــدود قراره، والنتيجة أن ما ينشرونه لا يرقى إلى المستوى المطلوب ولا يعدو أن يكون عبارة عن خواطر هي أقرب للإنشــــاء المدرسي، وقــــد ســـــاعد على شيــــوع هذه الظاهرة غير الصحية، سهولـــة النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية.

• سمية الإسماعيل تكتبــ: الأوديبية ما بين الجنة و النار دراستي التحليلة لقصة ” العصاري الممطرة” للكاتب: الأستاذ أحمد طنطاوي
• سمية الإسماعيل تكتبـ: قراءتي لقصة “أللحرية مذاق آخر” للكاتبة سماح رشاد.

علما ان هناك عدة صعوبات يمكن أن تواجه الكاتب أثناء كتابة القصة القصيرة جدا، ومنها:

1- القيود الزمنية: حيث يجب على الكاتب أن يقدم قصة مثيرة ومكتملة في فترة زمنية قصيرة جدا، وهذا قد يكون تحديا لتطوير الشخصيات والأحداث بشكل مرضٍ وشيق.

2- التوازن بين الاختصار والتفاصيل: يجب على الكاتب أن يعبر عن الأفكار والمشاعر والأحداث بطريقة موجزة وملموسة دون أن يفقد التفاصيل الأساسية التي تجعل القصة مفهومة وجذابة.

3- بناء النهاية: يعتبر بناء النهاية القصيرة والمفاجئة أمرا صعبا، حيث يجب أن يكون لديها تأثير قوي وتركيبة مثيرة للدهشة في إطار زمني قصير.

4- التحديات الفنية: مثل اختيار اللغة المناسبة وتنظيم الأحداث بشكل منطقي وتوظيف الصورة الشعرية وغيرها من العناصر الأدبية التي تجعل القصة متكاملة وجذابة.

5- الابتكار: بما أن القصة القصيرة جدا تعتبر شكلًا صغيرًا من الأدب، فإنه يمكن أن يكون من الصعب إيجاد أفكار جديدة ومبتكرة للقصة، ومن ثم تطبيقها بشكل فعال في تناول موضوع معين في إطار قصير.