خلال مناقشة مع بعض الأصدقاء تم طرح سؤال_ غالبا ما يُطرح_ وهو ما فائدة الأدب للمجتمع؟ وما هي أدواته الفاعلة في تغيير المجتمع؟
ومن هنا أقول أنه يمكن للأدب الإبداعي، مثل الروايات والقصص والشعر وغيرها من أشكال التعبير المكتوب، أن يكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي من خلال استكشاف موضوعات شائكة و متعددة ، يمكن من خلالها للأدباء و الكتاب بصورة عامة رفع مستوى الوعي وتحدي العادات الاجتماعية ( وليس الأعراف الاجتماعية) البالية وإلهام القراء لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتغيير المطلوب، و من خلال قوة سرد القصص والروايات، يمكن للأدب أن يساعد القراء على التعاطف مع الشخصيات والمواقف التي قد تكون مختلفة عن تجاربهم الخاصة، بحيث يؤدي هذا التعاطف إلى فهم أعمق للقضايا الاجتماعية وتحفيز الناس على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأدب أن يكون بمثابة سجل تاريخي للقضايا المجتمعية، وتوفير فضاء واسع للحوار والتفكير.
- الروائي والناقد سيد الوكيل وحضور قوي في معرض القاهرة 2024 بكتاب نقدي جديد.
- حسن وهبه يكتبـــ: تلك اللحظة (شعر).
بالإضافة إلى أن للأدب الإبداعي القدرة على أن يلهم التغيير من خلال إثارة النقاش المبنى على تصورات واضحة للمشاكل المجتمعية، وتشجيع القراء على التفكير العقلي حول قضايا العالم المختلفة من حولهم.
كما يمكن القول إلى أن للأدب أدواته الفاعلة للتغيير الاجتماعي من خلال إلقاء الضوء على العادات الإجتماعية ذات الطابع السلبي و التي تعيق تطور المجتمع وتقدمه ، و اثارة التفكير العقلي العميق.
ويمكن للمؤلفين بواسطة رواية القصص الحية مثلا تعريض القراء لوجهات نظر وتجارب ومظالم مختلفة، ربما لم يكونوا على علم بها أو لم يختبروها بشكل مباشر، من خلال تسليط الضوء على المجموعات أو الأفراد المهمشين، و للأدب الإبداعي أن يساعد في تعزيز التعاطف والتفاهم بين القراء.
بالإضافة إلى ذلك،أن الأدب هو بمثابة ساحة واسعة لمناقشة المواضيع الحساسة ، مما يسمح للقراء بالمشاركة في محادثات و نقاشات مهمة لتطوير معتقداتهم و أفكارهم إلى ما هو أفضل.
و الخلاصة انه يمكن للأدب الإبداعي أن يلهم الفكر ، ويزيد الوعي، ويعزز التغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال تشجيع القراء على التفكير العقلي الجدي ، واتخاذ الإجراءات المطلوبة وإحداث فرق واضح في المجتمع.
