يشير مفهوم الموضوعية والذاتية في النقد الادبي إلى الطرق المختلفة التي يتعامل بها القراء أو النقاد مع تفسير النصوص الأدبية ، حيث تشير الموضوعية في النقد الأدبي إلى منهج تقييم النص الأدبي على أساس شكله ومضمونه، دون النظر إلى نوايا المؤلف أو تجاربه الشخصية أو أي عوامل خارجية أخرى . إذ يهدف هذا المنهج إلى تحليل النص ككيان منفصل وتقييم مزاياه الأدبية بناءً على معاييره الخاصة.
ومن ناحية أخرى، تشير الذاتية إلى منهج تقييم النص على أساس التجارب
الشخصية والخلفية الاجتماعية والثقافية والاستجابات العاطفية، إذ يؤكد هذا النهج على تجربة القارئ الذاتية للنص وكيفية ارتباطه بمعتقداته وقيمه الشخصية.
وكما هو معروف ان منهج الموضوعية والذاتية في النقد الأدبي يسلط الضوء على وجهات النظر والمناهج المختلفة التي يقدمها القراء والنقاد لتفسير النص الأدبي.
يعتبر مفهوم الموضوعية والذاتية في النقد الأدبي من أهم المفاهيم النقدية التي تتناول العلاقة بين الكاتب والنص والقارئ، حيث يتناول هذا المفهوم الخصائص الموضوعية و الذاتية في تحليل النص الأدبي.
- طبعة ثالثة من “كشوفات” مصطفى يونس من Kinzy Publishing Agency.
- إلهام حسنين رضوان تكتبــ: سيمفونية بألوان الطيف.
في البداية، يعتمد مفهوم الموضوعية الأدبية على فكرة أن النص الأدبي يحتوي على معانٍ وأفكار مستقلة عن الكاتب، حيث يتم استنتاج هذه المعاني والأفكار من خلال التحليل النقدي للنص، وبالتالي فإن الموضوعية تتطلب تحليل النص من خلال قراءة محايدة وعلمية دون الالتفات إلى العواطف أو الآراء الشخصية.
أما مفهوم الذاتية في النقد الادبي، فيركز على فكرة أن النص الأدبي يعبر عن شخصية الكاتب وآرائه ومعتقداته وخبراته الشخصية، وبالتالي فإن تحليله يتطلب معرفة بالكاتب وبما يميزه ويميز كتابته.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن الموضوعية والذاتية في النقد الأدبي تتقاطعان في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يكون النص موضوعياً في بعض جوانبه وذاتياً في جوانب أخرى، ومن هنا يتطلب تحليل النص الأدبي توازناً بين المفهوم الذاتي والموضوعي، وتحليل النص بطريقة تجمع بينهما، ويمكن تطبيق هذه المنهج على الأعمال الأدبية المختلفة، مثل الروايات و القصص والشعر والمسرحيات وغيرها من الأجناس الأدبية.
