في النقد الأدبي الحديث، كان تأثير التقنية الحديثة كبيرا، حيث مع ظهور التقنية الرقمية، تغيرت طريقة إنتاج النصوص الأدبية ونشرها واستهلاكها بشكل كبير، وقد أدى ذلك إلى ظهور أشكال جديدة من النقد الأدبي تأخذ في الاعتبار الطرق التي تؤثر بها التقنيات الحديثة على معنى النصوص وتفسيرها.
ومن أحد أهم تأثيرات التقنيات الحديثة على النقد الأدبي هو الطريقة التي مكنت بها من انتشار أشكال جديدة من الأدب، حيث سهلت التقنية الرقمية على الكتّاب إنتاج وتوزيع أعمالهم ، مما أدى إلى ظهور أشكال أدبية جديدة، بما في ذلك المدونات والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد أدى كل ذلك إلى ظهور أشكال جديدة من النقد الأدبي التي تركز على الطرق التي تختلف بها هذه الأشكال الجديدة من الأدب عن الأشكال التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، أتاحت التقنيات الحديثة أيضًا أشكالًا جديدة من تحليل وتفسير النصوص الأدبية.- على سبيل المثال، أتاحت التقنيات الرقمية تحليل كميات كبيرة من البيانات النصية بسرعة ودقة ، مما أدى إلى ظهور اساليب جديدة من الممكن أن تساعد في تحديد الأنماط والموضوعات في النصوص الأدبية، وهذا أدى إلى ظهور أشكال جديدة من النقد الأدبي التي تركز على الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الأساليب التقنية الحديثة لتحليل النصوص وتفسيرها.
وبشكل عام، فإن تأثير التقنيات الحديثة على النقد الأدبي معقد ومتعدد الأوجه، وفي حين أن التقنيات الحديثة مكنت من ظهور أشكالا جديدة من الإنتاج والتحليل الأدبي،إلا انها أدت أيضا إلى تحديات وتعقيدات جديدة في هذا المجال.
ولقد كان للتقنيات الحديثة تأثيرات إيجابية و أخرى سلبية.
ومن الإيجابيات:
1- توفير مصادر أوسع للمعرفة والبحث، حيث يمكن الوصول إلى المصادر الرقمية بسهولة وبشكل أسرع.
2- القدرة على نشر النقد الأدبي بسهولة وبتكلفة أقل، حيث يمكن نشر النقد الأدبي عبر الإنترنت والتواصل مع ملايين القراء في جميع أنحاء العالم.
3- توسع المجال لممارسة النقد الأدبي، حيث يمكن لأي شخص أن ينشر أفكاره وآرائه حول أي موضوع أدبي بسهولة وبدون قيود.
4- تقريب النقد الأدبي من الجمهور، حيث يمكن للناقد الأدبي أن يتفاعل مع القراء ويتلقى تعليقاتهم وآرائهم بشكل مباشر.
- رواية ملح السراب للكاتب السوري مصطفى الحاج حسين – الفصل الأول
- “مسائل رمادية” مجموعة قصصية مترجمة لمصطفى أحمد من دار إشراقة.
من السلبيات:
1- تغيير طريقة القراءة والتفكير، حيث أصبحت التقنيات الحديثة تؤثر على عادات القراءة والتفكير وتجعل القراء يفضلون القراءة السريعة والترفيهية على القراءة العميقة والتفكير النقدي.
2- الإفراط في النشر والتعليق، حيث يمكن لأي شخص أن ينشر أفكاره وآرائه بشكل غير مدروس، مما اثر ذلك على جودة النقد الأدبي.
3- زيادة الضجيج الإعلامي، حيث يصعب على الناقد الأدبي أن يبرز أفكاره وآرائه في بيئة إعلامية مليئة بالضجيج والتشويش.
4- تقليل الاهتمام بالنقد الأدبي، حيث يميل الجمهور إلى الاهتمام بالمحتوى البصري والترفيهي أكثر من النقد الأدبي، وهذا يؤثر على تقليل الاهتمام بالأدب والثقافة بشكل عام.
و مع استمرار التطور في التقنيات الحديثة سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تأثيرها المستقبلي في مجال النقد الأدبي.