You Create, We Appreciate

عادل عبد الحميد يكتبـــ: عن رواية “عابر” للكاتبة الفلسطينية لُما الحاج.

عادل عبد الحميد يكتبـــ: عن رواية “عابر” للكاتبة الفلسطينية لُما الحاج.
الكاتب والشاعر د.عادل عبد الحميد
الكاتب والشاعر د.عادل عبد الحميد

النقد الأدبي ساحة معركة ليس لي فيها ناقة ولا جمل، وما أفهمه عن مهمة الناقد أنها محاولة التقريب بين طرفي الرسالة: المرسل (المبدع)، والمستقبل (القارئ)، عن طريق إبداء وجهة نظره في تلك الرسالة (العمل)، حسب ما تقوده ذائقته، وخبرته، دون تحذلق، ودون أحكام مسبقة.

لهذا، فإن ما أطرحه هنا تعليقًا على الرواية بعد قراءتها لا يمثل غيري، ولا يعنى بتطبيق نظريات، أو الوصول عسفا إلى نتائج لا تحتملها الرواية، كما لا يعني سوى أنه رأيي؛ يحتمل الخطأ والصواب.

على أن هذا لا يعفيني من مهمة الاستبصار فيما تحمله الرواية من إمكانات ربما لم يكن الكاتب ليلتفت إليها، ومحاولة وضع يده عليها، ما قد يساهم في تطوير الرؤية والأحداث والشخصيات، ويأمل أن يؤثر في عمل قادم.

  • الرواية جميلة جدا، ولا يؤثر في جمالها ما أعلق عليه هنا؛ فإن تعليقي، إضافة إلى كونه فقط مجرد وجهة نظر، فهو يأتي من حرصي على أن تكون كتابتك أفضل ما يمكن.
  • لغة الرواية بشكل عام تميل إلى بعض الترهل؛ تكثيف بعض الفصول والأحداث واختصارها دون التضحية بالتفاصيل ممكن.
  • بنية الرواية جيدة، لكن استخدام الخيوط العديدة لخلق نسيج متماسك يحتاج بعض العمل.
  • قبل بداية كل فصل، هناك دائما تلك العبارة بين علامتي تنصيص، ما يوحي بأنها اقتباس ما، لكنه اقتباس بلا مرجع، وإذن فربما هي عنوان الفصل، لكن لماذا ينبغي أن يكون عنوان الفصل بهذا الطول؟ ولماذا ينبغي أن يكون ثم عنوان للفصل ابتداء؟ هل هو أخذ بيد القارئ للدخول؟ هل هو تلخيص للفصل؟ هل هو من قبيل الكشف عن مضمونه أو حكمته؟ … وهل يحتاج القارئ أيا من ذلك؟
  • الرواية تطرح على ذهن القارئ العديد من الثنائيات: الذكورة/الأنوثة – الوطن/الاحتلال – الاحتلال الجائر/الاحتلال الإنساني – المقاومة/الاستسلام – المقاومة/السلطة – فتح/حماس – المدينة/الريف – التقليد/الخروج – الطبيعي/التمثيل – الأب/الأم.
الكاتبة لما الحاج
الكاتبة لما الحاج

وهذا يدفعنا لطرح بعض التساؤلات:

  1.  هل تم فعلا استغلال هذه الثنائيات (تعبيرًا عن ازدواجية أو فصام) لتكون في خدمة فكرة العبور؟ هل الأمر ببساطة أن شخصًا ما لا يستطيع التعبير عن هويته الجنسية أو ممارستها أو إقناع أحد بها؟
  2. هل العبور هو مجرد المعاناة بين هوية جنسية مفروضة، وأخرى “خِلقية”، أم بين هوية قومية/وطنية/حضارية/ …؟
  3. وإذا كان البطل قد حسم قضيته في النهاية بإجراء العملية، ليصبح أنثى، فلماذا يحدثنا بطول الرواية وعرضها على أنه ذكر؟
  4. هل لمكان الرواية أية أهمية؟ أعني إذا دارت نفس أحداث الرواية في ضيعة لبنانية أو في قرية مصرية، … هل كان الأمر ليختلف؟
  • من الجيد جدًا أن نتنازل، ولو مؤقتًا، عن الصورة النمطية للفلسطيني البطل/المقاوم/الشهيد/..، وهو ما تساعدنا عليه الرواية بجدارة لتجعلنا نرى هذا الفلسطيني في حياته اليومية العادية، بمشاكلها البسيطة بين شجار الحماة مع زوجة الابن، تدبير أمور العيش، خيانات الأقرباء فيما يخص الميراث، ….، والأهم الهوية الجنسية كهم غير عادي لمواطن عادي.

لكن حضور السياسة والمقاومة (أو عكسها) هو أمر لا يمكن تنحيته من حياة الفلسطيني اليومية.

وهذا ما يقود إلى تأمل المشهد الفلسطيني في الرواية، الذي بدا باهتًا في الخلفية؛ وهو ما لا اعتراض لي عليه سوى أن لهذا المشهد خصوصية لم تتبد بشكل واضح في أحداث الرواية.

رواية عابر للروائية لٌما الحاج من إصدارات وكالة كنزي للنشر 2023
رواية عابر للروائية لٌما الحاج من إصدارات وكالة كنزي للنشر 2023

لا يعني هذا عدم وجوده تمامًا، لكن إن وجد جغرافيا فهو وصف قاصر جدًا لنابلس بين جبلين وأربع “منصات” للاحتلال، فلم يرد اسم شارع واحد من شوارع نابلس مثلا التي تتحرك فيها شخصيات الرواية. وتاريخيا، فليس سوى محاولات إشعال فتيل الفتنة بين فصائل المقاومة، أو بين مسيحيي ومسلمي نابلس، ثم حدثي اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وحصار عرفات حتى قتله بالسم. وعلى أرض الواقع، خارج إطار العوائل المتفاعلة، فليس سوى:

  • القليل عن سلطة محمود عباس واضطرارها ل:
      • البطالة المقنعة عن طريق توظيف عمالة لا يُحتاج لها من أجل الحصول على أموال الضرائب.
      • إلغاء أحكام الإعدام ترضية للممول الأوروبي.
  • الاحتلال:
      • يتخذ الاحتلال منهج القليل جدا عن سياسة تكسير العظام بديلا عن القتل لتحميل المجتمع الفلسطيني عبء الإعاقات.
      • الوجه “الإنساني” له ممثلا بعوفيد الذي خصص له فصل كامل لا أرى له أي أهمية في أحداث الرواية.
      • محاولة تجنيد البطل عن طريق الضابط يوسي، في فصل آخر كامل لا أرى له أي أهمية أيضًا – وهنا ربما لا نعرف إن كان وعد الضابط هو ما أدى بالبطل في النهاية إلى المستشفى الفرنسي بالقدس – كما ألمح هذا الضابط أم أنه البطل بمساعدة صديقه أمجد.
  • أنوثة البطل لم تثبت إلا من خلال تصوراته/ا هو/هي فقط، بالإضافة إلى مظاهر كالنعومة والعضو الذكري الضامر و… المشكلة أننا لا نعثر في الرواية على ما يفيد فعلا أنوثة البطل بشكل موضوعي، ومع دخول الأطباء على الخط، كان ممكنا أن يطلب أحدهم أي فحوصات للتأكد، وهو ما لا يمكن إجراء عملية التحويل بدونه.
  • تحديد الجنس ليس مهمة الهرمونات فقط، وحتى السيطرة على الهرمونات تتدخل فيه عوامل أخرى، وإذن، فمن أبسط أبجديات حالة كهذه أن يتم تحديد الجنس الجيني (xx/xy) وعمل سونار على البطن للتأكد من وجود أو غياب المبيضين والرحم؛ وهو ما لا أظن أن البطل يملك أيها لأنه لم يخبر العادة الشهرية، وإنما اخترعها.
محدد الجنس الذكر الأنثى Female Male Type of Sex
1.     الوراثي (الجيني) XY XX XX XY 1.  Genetic
2.     الأعضاء الجنسية الداخلية الخصيتان/الأنابيب المبيضان/الرحم/الأنابيب Ovaries, uterus, tubes Testicles, tubes 2.  Internal organs
3.     الهرمونات التستوستيرون وغيره الإستيروجين وغيره Esterogen + others Testosterone + others 3.  Hormonal
4.     الأعضاء الجنسية الخارجية العضو الذكري المهبل Vagina Penis 4.  External organs
5.     مستقبلات الهورمونات الأنسجة الطرفية – المخ Peripheral + Brain 5.  Receptors
6.     الاجتماعي التربية Raising 6.  Social
7.     النفسي النفسية – الجندر Choice – gender 7.  Psychological
Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp