كتاب ( موت الناقد ) – للكاتب الاكاديمي البريطاني رونان ماكدونالد – ترجمة الناقد الأردني فخري صالح – الصادر عن دار المتوسط للنشر – عام 2022 – عدد صفحات الكتاب 248 صفحة من القطع المتوسط .
المؤلف
رونان ماكدونالد Ronan McDonald: أكاديمي بريطاني. تخرَّج في جامعة ريدنغ Reading. عمل أستاذاً في جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني في أستراليا، ومديراً لمركز الدراسات الإيرلندية في الجامعة نفسها. وهو يعمل الآن أستاذاً للدراسات الإيرلندية في جامعة ميلبورن بأستراليا. من كُتُبه: التراجيديا والأدب الإيرلندي: سينغ، أوكيسي، بيكيت Tragedy and Irish Literature: Synge, O’Casey, Beckett (لندن، 2002)، وصمويل بيكيت: مقدّمة (2007)، وموت الناقد The Death of the Critic (لندن، 2007)، وقِيَم الدراسات الأدبية The Values of Literary Studies (2015).
المترجم
فخري صالح: ناقد بارز في مجال الأدب العربي المعاصر. درس الأدب الإنكليزي والفلسفة في جامعة الأردن. له الكثير من الكتب بين النقد والترجمة، وحاز على جائزة فلسطين للنَّقْد الأدبي 1997، وجائزة غالب هلسا 2003، وجائزة أفضل كتاب مترجم (جامعة فيلادلفيا – الاردن – 2013 ).
مقدمة المؤلف
تقوم الفكرة المركزية لهذا الكتاب على مقولة بسيطة، هي أن دور النَّقْد الأكاديمي القائم على حُكم القيمة قد تراجع، وتضاءل تأثيره، وضعفت صلته بجمهرة القُرَّاء، في ظلِّ مَدِّ النَّقْد الثَّقافيِّ الذي يتصدَّر المشهد النَّقْدِيَّ في المؤسَّسة الأكاديمية البريطانية، وكذلك الأمريكية. ويبني الأكاديمي البريطاني رونان ماكدونالد على هذا التَّصوُّر إعلانَهُ المُدوِّي عن «موت الناقد» والعمل الجاري على حفل تأبينه، في إشارة رمزية دالَّة على فقدان الناقد الأكاديمي، وكذلك الصّحفيّ، مكانتهما ودورهما في الثقافة الأنجلوساكسونية خلال العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة؛ وبالتحديد بعد الثورة الطُّلَّابية في أوروبا عام 1968 وصعود التَّيَّارات المعادية للسلطة، والكارهة لها، في المجتمع الشَّابِّ الداعي إلى التَّحرُّر من أشكال السلطة جميعها، بما فيها سلطة الناقد الأكاديمي، المعلِّم، الذي يُلقي وجهة نظره حول الآداب والفنون من علٍ، وكأن كلمته هي الفصل، مُنهياً كلَّ حوار وجدل وآراء فرديَّة غير عالمة في النقاش الذي يدور حول النصوص.
من الكتاب
قد يعمل قتل المؤلّف، وكذلك قتل مفاهيم أخرى متّصلة مثل “الإبداع” و”الخيال” و”القصد” و”الإلهام”، على تحرير القارئ، ويساعده على الانغماس في متع التأويل. لكنْ، يبدو أنها ساعدت على التَّخلُّص من الناقد، أو على الأقلّ تخلّصت منه بوصفه مثقّفاً عامّاً وحكماً يحدّد جودة العمل أو يقود الجمهور إلى المعنى.
ليس هناك نقصٌ في مراجعات الكُتُب، فالصحف تكرِّس مساحات واسعة لتغطية الفنون، ومطبوعاتٌ مثل ملحق التايمز الأدبي Times Literary Supplement ولندن لمراجعات الكُتُب London Review of Books ونيويوركر New Yorker هي محراب الصحافة الرفيعة المستوى في السوق الثّقافيّة. لكن الكمَّ العدديَّ لا يعوِّض السلطة والمرجعية. إن النّقّاد الذين يمتلكون حضوراً واعترافاً خارج الدوائر الأكاديمية قلّة، خصوصاً إذا استثنينا كُتَّاباً مثل جيرمين غرير Germaine Greer أو الراحل إدوارد سعيد المعروفَيْن بنشاطهما السّياسيّ أكثر ممّا هما معروفان بكتاباتهما النَّقْدِيَّة. فكم هو عدد كُتُب النَّقْد الأدبي التي استطاعت أن تؤثِّر عميقاً في الجمهور؟
فهرس الكتاب
المقدّمة
الفصل الأوّل: قيمة النَّقْد
الفصل الثاني: أُسُس القيمة النَّقْدِيَّة
الفصل الثالث: العلم والحساسيَّة
الفصل الرابع: صعود “الدراسات الثّقافيّة”
المصادر المستخدمة
مصادر إضافية مقترحة للقراء
مسرد الأعلام
مسرد المصطلحات.
من وجهة نظر مؤلّف الكتاب، “مات الناقد” بالمعنى المجازي، وأخلى مكانه للقارئ الذي يستطيع الآن، وفي ضوء تطوّر وسائل الاتّصال، أن يضفي قيمة على الأعمال الإبداعية التي يقرؤها دون حاجة إلى ناقد متخصّص يرشده ويدلُّه على ما يستحقّ القراءة وما لا يستحقّ فالناقد الأكاديميُّ المتخصّص لم يعد يطلُّ على القُرَّاء في الصحف والمجلّات ووسائل الإعلام المختلفة ويعزو رونان ماكدونالد ضعف دور الناقد في اللحظة الراهنة إلى انتشار المدوَّنات والمواقع التي تتيح لأيّ شخص (بِغَضِّ النَّظَر عن معرفته وعلْمه وتضلُّعه في الموضوع الذي يكتب عنه) الكتابة عن الكُتُب، والأفلام والمسرحيات والعروض الموسيقية لقد حلَّ هذا النوع من الكتابة “النَّقْدِيَّة” محلَّ الأقلام المتخصّصة التي كانت، فيما مضى، تُوجِّه القُرَّاء وتدلّهم على الكُتُب الصادرة حديثاً، ممّا يستحقّ القراءة.
كتاب جدير بالقراءة و الاهتمام.