الكتاب من تأليف الكاتب العراقي البصري ( علاء المرقب ) – الصادر عن مؤسسة النيل و الفرات للطبع والنشر والتوزيع- جمهورية مصر العربية- عام 2019 – والكتاب عبارة عن دراسة نقدية في 92 صفحة .
يتحدث الكتاب عن أدباء كتبوا في أكثر من جنس أدبي، و أبدعوا في ما كتبوا ، حتى تكاد تتساوى معايير النجاح فيما بين نتاجاتهم المختلفة ، ليصعب حصر تفوقهم في مجال دون آخر .
و قد إتخذ الكاتب من الأديب العراقي ( عزيز داخل كاطع ).إنموذجا للكاتب الشمولي .
عزيز داخل كاطع : هو شاعر ، قاص ، روائي ، تولد عام 1958 , عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين / فرع البصرة ، حاصل على شهادة بكالوريوس آداب/ لغة عربية، بدأ النشر عام 1985.
من مؤلفاته : تحت سقف الظهيرة ( نصوص ) ، ذاكرة الرمل ( مجموعة قصصية ) ، ذاكرة الماء ( رواية ) نظم الاراجون في قباب الزعفران( شعر ) ، ثمن الخلاص ( مسرحية ) ، صاحب القطيفة ( مسرحية ) ، الوطن و المنفى ( نصوص ) .
وبين الكاتب علاء المرقب في الصفحة 23 من الكتاب ان ( عزيز داخل كاطع ) هو كاتب متعدد المواهب ، ولذلك إختار نماذج من نتاجاته الأدبية المختلفة للتعليق عليها .
ففي تعليق المؤلف في الصفحة 26 ، على رواية عزيز داخل الموسومة ( ذاكرة الماء ) ، فهو يصف تلك الرواية بأنها حملت الكثير من المعاني الانسانية ، بالإضافة إلى كونها توثق مراسيم دينية معينة ، قد لا يعلم عنها الكثير من الناس في بقاع العالم المختلفة ، و يصف هذه الرواية بأنها من رسائل الأدب و نقل الثقافات و التواصل مع العالم ، لجعل المتلقي و كأنه في دائرة البحث .
أما في الصفحة 32 من نفس الكتاب ، فيعلق المؤلف على قصص للاطفال من تأليف عزيز داخل ، ليصف تلك القصص بأنها عالم أدبي قائم بذاته، لا يلجأ اليه الا من إختص بهذا المجال ، ولكن عزيز داخل إستطاع أن يدخل هذا المجال و يتفوق فيه .
كما علق مؤلف الكتاب على مسرحية ( ثمن الخلاص ) في الصفحة 36 , اما في الصفحة 42 فعلق على المجموعة القصصية الموسومة ( ذاكرة الرمل ) حيث يقول أن ما نلمسه في ذاكرة الرمل هو حسن الصياغة و الرمزية غير المبهمة ، رمزية واضحة لا تحتاج إلى عناء التفسير و جهد التأويل.
في الصفحة 50 في سياق التعليق على قصة قصيرة بعنوان ( رؤيا رجل جبان ) ، يقول علاء المرقب أن هذه القصة فيها حكمة بطابع أدبي قصصي ، تحمله فكرة ناضجة، إختار لها مشهدا تاريخيا ، طوعه بلغة الكاتب المتمرس.
و يستمر الكاتب علاء المرقب في التعليق على نتاج عزيز داخل الأدبي ليؤكد ان التحول في الكتابة من جنس أدبي إلى آخر يحتاج إلى وقت ، و لكنه ليس بالمستحيل أو الصعب ، إذا امتلك الكاتب ( الموهبة و الأدوات ) ، فهو يصف الموهبة بأنها المادة الخام في فطرة الإنسان، أي أنها غير مكتسبة ، كما في لون العين أو بصمة الاصبع ، فهي تولد مع الإنسان .
أما الأدوات: فهي على العكس من الموهبة فهي مكتسبة تزداد بأزدياد التعلم و الإستنباط.
كما يشير مؤلف الكتاب في الصفحة 72 إلى الميزة و التميز في أدب عزيز داخل كاطع ، و أن الكاتب يكون متميزا اذا زادت خصوصيته و تفوقه على أقرانه في نفس الإختصاص.
اما في الصفحة 72 من الكتاب يورد علاء المرقب خلاصة عن كتابه بشأن الاديب الشامل عزيز داخل ، حيث يقول فيها : إن صاحب المواهب المتعددة يكون عمله أكثر نضجا، لأن هذا الكاتب يمكن تطعيم عمله بمزيج مما يمتلك من قدرة و قابلية ليكون نتاجه الأدبي مدعوما من عدة مناهل و موارد .
و في نهاية الكتاب في الصفحة 90 منه ، يشير المؤلف إلى أن قدرة الإبداع تتوقف على إمكانية الأديب في تطويع مواهبه و التعامل معها بما يمتلك من أدوات، فكل شيء يعود للكاتب نفسه ، و إن تعدد مواهبه تعتبر من العناصر الإيجابية، وأن كل موهبة تساعد الأخرى و تكون داعمة لها .
كتاب جدير بالقراءة و الاهتمام.
عبد الكريم حمزة عباس