You Create, We Appreciate

عبد الكريم حمزة عباس يكتبــ: المصطلح النقدي الأجنبي و إشكالية المعنى.

عبد الكريم حمزة عباس يكتبــ: المصطلح النقدي الأجنبي و إشكالية المعنى.
الناقد: عبد الكريم حمزة عباس
الناقد: عبد الكريم حمزة عباس

إن المصطلح بصورة عامة يقوم بزحزحة المعنى الثابت للفظ إلى دلالات إيحائية و تأويلية جديدة ، وإذا كان المصطلح بشكل عام يمتلك هذه الخصوصية ، فإن المصطلح النقدي بالذات يواجه مجموعة معقدة و واسعة من الإشكاليات التي يتعين على الكاتب أو الناقد أن يتصدى لها .
ولذلك فإن معظم الاتجاهات النقدية الحديثة ، تتخذ من النقد الغربي و مصطلحاته إنموذجا لها ، و أصبح المصطلح النقدي الغربي و الأوربي يجد سبيله بشكل واسع إلى الخطاب النقدي العربي ، عن طريق الترجمة أحيانا، أو عن طريق التعريب الكلي أو الجزئي أحيانا أخرى.
وقد أدى دخول المصطلح النقدي الغربي ردود أفعال تتراوح بين القبول و الرفض، فقد دأب الكثير من الأدباء و النقاد و الكتاب في العصر الحديث إلى استخدام هذا المصطلح بعد تعريبه بالحروف العربية فقط مع الحفاظ على طريقة لفظه باللغة الأجنبية، حتى بات القارئ في حيرة من أمره، أما ان يترك المقال و يقوم بالبحث عن معنى هذا المصطلح الذي يلفظ باللغة الأجنبية و يكتب بالعربية ، أو أن يستمر بقراءة المقال دون فهم معنى و دلالة ذلك المصطلح الغامض.
فالكاتب يستخدم المصطلح النقدي الأجنبي ولا يوضح للقارئ أو المتلقي معناه باللغة العربية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، إستخدام مصطلح( ابستمولوجي ) ويكتبه هكذا و لا يشرح معناه للقارئ أو يرفق الترجمة العربية له بأبسط صورة ممكنة.

وكما هو معروف ان كلمة ابستمولوجي ( Epistemology ) مكونة من مقطعين ( episteme ) و تعني في اللغة اليونانية العلم أو المعرفة و ( logos) و تعني نظرية ، أي أن( ابستمولوجي ) تعني باللغة العربية( نظرية العلم أو المعرفة ) ، و نفس الشيء ينطبق على مصطلح( السيميائية ) ، وهو من أكثر المصطلحات النقدية استخداما في الخطاب الأدبي و النقدي ، وهذا المصطلح أثار اضطرابا متزايدا بسبب عدم استقرار معناه في الأصل، بل إن السيميائية ذاتها بوصفها علما، لم تستقر على مصطلح مشترك ، لأن هذا المصطلح في اللغة الانجليزية يوجد على شكلين أحدهما هو ( semiology ) و الآخر هو ( semiotic ) , و منهما خرجت مصطلحات باللغة العربية مثل السيمولوجيا، السيميو طيقا و غيرها ، و الترجمة العربية لها اختلفت منها علم الإشارات، الإشارية، علم العلامات ، علم الدلالة، وغيرها ، و الأمر ذاته ينطبق على مصطلح ( sign) في اللغة الانجليزية الذي يترجم إلى اللغة العربية( الإشارة، العلامة ، الدليل ) ، و كذلك بقية المصطلحات الأخرى الخاصة بالشعرية و السردية و نقد النقد وغيرها .
فمثلا مصطلح الشعرية ( poetics) له عدة معان و ترجمات إلى اللغة العربية منها الإنشائية، فن الشعر ، نظرية الأدب، الشاعرية ، قضايا الفن الإبداعي، علم الأدب، صناعة الأدب.
كذلك مصطلح البنيوية ( structuralism ) فهو ايضا يترجم إلى الهيكلية ، التركيبية ، البنائية وغيرها .
أما الخطاب ( Discoure ) فله ترجمات كثيرة لا حصر لها مثل القول ، الأطروحة، الحديث ، الإنشاء، لغة التحكم ، الكلام المتصل ، أسلوب التناول و غيرها .
ومن خلال ما تقدم فإن المصطلح النقدي الأجنبي يعاني من الاضطراب و التداخل و عدم الاستقرار في الخطاب النقدي العربي، لذا يجدر بالكاتب أو الناقد أو الأديب عند استخدامه لهذه المصطلحات النقدية الأجنبية أن يرفق لها ترجمة توضح معناها للقارئ أو المتلقي بشكل واضح و مبسط للوصول إلى فهم النص الأدبي بسهولة و إدراك الغاية منه .
عبد الكريم حمزة عباس
=================

Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp