قيل أن رولان بارت أعلن موت المؤلف متزامنا مع إعلان نيشته موت الإله
فأصبحت “الكائنات” مستقلة حرة بدون “خالق” طبقا لنيتشه
وأصبح “النص” مستقلا حرا بدون “مؤلف” طبقا لرولان بارت
لكن هناك فرق
فالخالق هو الذي خلق المخلوقات
لكن المؤلف ليس هو الذي “خلق” النص
أو أن العقل الواعي للمؤلف ليس هو الذي خلق النص
بل إن من خلق النص هو لاوعي المؤلف
أو الجزء العقلي اللاواعي المختص بالإبداع
والذي هو ضمن وظائف المخ
كنشاط عقلي لاواع جمالي تكيفي
أما العقل الواعي للمؤلف فانه يكون في حالة شبه “غيبوبة” أثناء “ولادة” النص
والمبدعون يعرفون هذه الحالة وخاصة المؤلفون الموسيقيون والشعراء
بل إن بعض الملحنين يستعينون بالخمر أو المخدرات للاستغراق في الإبداع
أى يزيدون حالة “الغيبوبة الإبداعية” لتسهيل تمريرالإبداع من اللاوعي إلى الوعى
وأيضا قيل ذلك عن بعض الشعراء الكبار
- السيوف السلطانية : ننشر الفصل الأول من رواية “محمد العون”
- السيوف السلطانية : ننشر الفصل الثاني من رواية “محمد العون”
إذن المؤلف لم يخلق النص
وسواء حكمنا بموته أو بغيبوبته
فإن ذلك لن يساعدنا على فهم النص
لأنه مكتوب بلغة اللاوعي
ونحن نحاول تحليله بعقلنا الواعي
وهنا يكمن الخطأ المنطقي التراجيدي الذي وقع ويقع فيه النقد
منذ ارسطو والجرجاني إلى رولان بارت
وما لم نصحح هذا الخطأ المنطقي
سنظل نلف وندور حول النص
ونضع النظريات
ونسك المصطلحات
بدون جدوى
والبعض قد يقول أن هذه دعوة لموت الناقد بدلا من المؤلف
لكن هذه دعوة لتعديل مسار النقد
فبدلا من محاولة تفسير الإبداع والجمال الفني
المكتوبين بلغة اللاوعي
يتجه النقد أو العقل الواعي للناقد
للوصف والتأريخ
وصف أسلوب الإبداع والتأريخ لتغير الإبداع شكلا ومضمونا من بيئة إلى بيئة ومن عصر إلى عصر
ويمكن للناقد باعتباره قارئا مثقفا أن يحكم حكما ذاتيا على جمال وجودة النص
وقد يكتشف بعض الرسائل التكيفية في النص
لكنه لن يكتشف سر الإبداع والجمال الفني
إلا إذا كشف سر لغة اللاوعي
أى اننا نحتاج إلى “حجر رشيد” الإبداع
وإلى شامبليون جديد.