You Create, We Appreciate

صابر مرزوق يكتبــ: فى ذكرى أستاذ الجيل د. نبيل فاروق.

صابر مرزوق يكتبــ: فى ذكرى أستاذ الجيل  د. نبيل فاروق.
الكاتب والروائي : صابر مرزوق
الكاتب والروائي : صابر مرزوق

لا أجد ما يقال أكثر مما قيل وخرج من القلوب من كل من كتب رثاء أو حكى ذكرياته مع الأستاذ سواء كقارىء أو كاتب.

فقط سأقص ما حدث معى كنقلة فاصلة فى حياتى حولتنى من قارىء نهم لكل ما يكتبه الأستاذ الى كاتب مبتدىء وضعه الأستاذ على أول درجات السلم الطويل الذى لا نهاية له.
بدأ الأمر بمسابقة أطلقها الأستاذ فى أدب الخيال العلمى ومن شروطها أن يقدم المتسابق 3 أعمال ولا يزيد..فقلت لنفسى لأجرب ..وبالفعل كتبت عملين ثم أصابنى الكسل عن كتابة الثالث وقلت لنفسى واحد فقط سيفوز وينشر فلا داع للثالث.وقدمت العملين فى المسابقة بالفعل.
الأعمال جمعاء عرضت عليه رحمه الله ليختار منها بنفسه أحد عشر عملاً فقط هم مجموع ما سيتم نشره فى كتاب واحد تحت اسم مختارات نبيل فاروق.
والأعمال عرضت عليه بلا أسماء –بأرقام كأرقام الجلوس حتى لا يكون هناك شبهة محسوبية لكاتب بعينه( رحمه الله كان يتمتع بشفافية وصدق وأمانة بلا حدود).وبالفعل فى النهاية اختار أحد عشر عملا من مجموع الأعمال الكبير الذى عرض عليه .
ليفاجأ رحمه الله باتصال من الأستاذ حازم شفيق بأنه اختار عملين لكاتب واحد.والمفترض أن النشر عملاً واحداً فقط لكل كاتب.
واحتار الدكتور فى أى العملين سيقع عليه الاختيار –فالإثنان أجمل من بعض.
كان صاحب العملين هو العبد لله.
ووقع الاختيار على قصة القط الحمر التى نشرت فى المختارات مع قرار بأن العمل الثانى سينشر فى كتاب مختارات 2.
لكن القدر لم يمهله وحرمنا منه غفر الله له.
وكانت هذه هى البداية ..بداية اكتشاف مجموعة من المواهب اختارهم بنفسه وأعطاهم اسمه الكبير والثقيل فى بداية طريقهم.
تخيلوا معى العظمة والمسؤلية الجسيمة التى وضعها الأستاذ على عاتقى.
اسمى وضع خلف اسمه فى كتاب واحد.
وكأنه يقول لى أنت ممن ستكمل المشوار وتحمل الشعلة وتسير على الطريق الذى رسمته وسرت عليه منذ عقود.
تصيبنى الرجفة حين أمسك بيدى كتاب المختارات وأقرأ العنوان( مختارات د.نبيل فاروق) ثم أفتح الكتاب وأقرأ ( القط الأحمر..أ: صابر محمد).
فاتخذت قرارا أن يكون كل ما أنشره بعدها تحت اسم صابر مرزوق لأنه على وزن نبيل فاروق .وهى صدفة سعيدة بالنسبة لى .
وكان حديثه عنى رحمه الله والذى نقلته لى الزميلة والأستاذة العزيزة جداً علا سمير الشربينى أن ( صابر كاتب موهوب).ليضع بعبارته هذه المزيد من الحمل فوق كتفى وأتسائل..ما الذى سأقدمه ؟.
لقد قدم الأستاذ كل شىء بالفعل فى كل مختلف الفروع الأدبية.
ثم قلت لنفسى ..هناك مقولة كانت تتردد فى عقلى دوماً وأنا أقرأ له ..
( كنت أتمنى أن أقرأ قصة موضوعها كذا وكذا بقلم د نبيل ..حتماً ستصبح ملحمة)..إذاً لإكتب ما كنت أتمنى أن أقرأه بقلمه ولم يكتبه فى حياته قط.
وانطلقت أكتب ..وأكتب .
رحمه الله قال يوماً أن القصة بالكامل تكون فى رأسه وآخر مرحلة هى القلم.
فاتبعت تلك النصيحة الغالية ..وهذا أخرجنى من مرحلة الارتجال التى يقع فيها كل الكتاب الجدد..فلا مجال للارتجال مع هذه القاعدة الذهبية.
لن أطيل عليكم الكلام فكل الكلام لا يفى هذا العملاق حقه .
الرجل الذى كان يقدم يده لكل موهبة يراها تستحق المساعدة بلا انتظار شىء من وراء صاحب الموهبة سوى أن يبدع ويثرى بقلمه الأدب ويعلم القارىء المبادىء والقيم والمثل العليا.
لم أتمكن من مقابلته شخصياً للأسف والأمر ليس بيدى ..فالسبب فى ذلك لا أستطيع البوح به فى هذا الوقت على الأقل وسأرجئه لحينه.
وختاماً ..رحمات ربى تشملك يا أستاذ الأجيال .
وأقول لروحك الخالدة بيننا أننى على الدرب والطريق ودوماً شاكراً لك كل ما علمتنى إياه من خلال قلمك وإبداعك.
Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *

Instagram
Telegram
WhatsApp