أنا لا أخافُ الظلام و أنتَ لستَ معي..
أنا أخاف الظلام و أنت معها
تصنعُ لها من يديك شالاً يصبُ الدفء في كتفيها
أخاف أن تتشردَ هي في العتم
فتفرشُ لها في داخل معطفك وطناً
تلف خصلة من شعرها على إصبعك..
تشدها نحوك برفق
تهمس لها ..
تدندن لها أغنية فيروز:
” بعدك على بالي .. يا قمر الحلوين
يا زهرة تشرين”.
أخاف أن ترتجف يدها خوفاً أو برداً
فتلفُّ أصابعك أصابعها
كخيوطٍ من حريرٍ تحيط بشرنقة
تنتظر أن تهبها النور
لتحلق بملء جناحيها في فضائك
و مثلي أنا ..
تفرك يديْها الخاويتين
تستجدي دفئاً لحظياً لا يسمن و لا يغني من وحدة
أتحسَّس أدراجَ خزانتي في وحشة العتم..
فلا أجد سوى شمعاً رديء الدهن
تتمايل فتيلته كرجفة عجوز ناهزت الألف عام
و تمنحها أنتَ شمعك..
و دفئك..
و وسادة من صدرك لطالما اشتهيتُها..