• أوّلاً: الاستعارةُ الأصليّة
* سُمِّيَت أصليّة ، لأنها جرَت في الأصلِ ، ولم تحتَج
لغيرِها.وهي ماكان اللَّفظُ المُستعارُ فيها اسمَ جِنسٍ ،
كاسمِ ذات:
مثل: (ثعلب _نجم_شمس_قمر_بحر_…..) ،أو اسم
معنَى ، مثل : ( السلام _ الحرية _ المحبة _ القتل ).
* ومثالُ اسمِ الذات : ” رأيتُ أسداً في المعركة “.
ونقصدُ رجُلاً شُجاعاً. و” تعلّمتُ مِن بحر ” و يقصد :
من عالمٍ واسع العلم.
* ومن الاستعارة الأصليّة التصريحيّة :
قول المُتنبِّى في سَيفِ الدولة :
أُحِبُّك ياشمسَ الزمانِ وبدرَه
وإن لامَني فيكَ السُّها والفراقدُ
حيث شبّهَ سيفَ الدولةِ ب(الشمس/البدر) ،والجامع
هنا(وجه الشّبه) : الرِّفعةُ والضياء ، وحذف المُشبَّه
وصرّحَ بالمُشبَّهِ به.
• الاستعارةُ في الأعلام :
_ لاتدخُل الاستعارةُ في الأعلامِ ، لأنَّ الاستعارةَ تقتضي إدخالَ المُشبَّهِ في جنسِ المُشبَّهِ به،ولايُمكن
ذلك في العَلَم لمنافاتِه للجنسية ، لأنّ (خالد/ زينب)
أسماءٌ تدلُّ على شخصٍ واحد ، بينما الجنسيّةُ تقتضى العموم.
_ويُستَثنَى من الأعلامِ ، تلك التي اشتُهِرَت بِوصفٍ
من الأوصاف ، ك (حاتم) لاشتهارِه بصفةِ الكرم ،
فنستعيرُه للكرَم ، و (سَحبان) المشهورُ بالفصاحة .
فتقول :”قابلتُ اليومَ حاتماً” أي:رجلاً جواداً كريماً.
و”جلستُ اليوم مع سَحبان ” أي: مع رجلٍ فصيح .
- الناقد عبد الكريم حمزة عباس يكتبـــ: المنهجية البنيوية في تحليل النصوص الأدبية(*)
- هاني الشرقاوي يكتبــ: عمو بلال (قصة قصيرة)
ثانياً : الاستعارةُ التَّبَعيَّة
* وسُمِّيَت كذلك لأنها مبنيّةٌ على استعارةٍ أخرى،لأنّ
ألفاظَ الاستعارةِ مُشتَقَّةٌ لاجامدة.
وهي ماكان اللَّفظُ الذي جرَت فيه الاستعارة :
( فعل/مُشتَق/ حرف)
_ ففي الفعل، قولُه تعالى : ” ولمّا سكتَ عن موسى الغضبُ….”. فالاستعارةُ هنا في الفعل”سكَت”، حيث
شُبِّهَ انقاعُ الغضب بالسكوت ، والجامع(وجه الشبه)
هو”الهدوء”،ثم حذف المُشبّه ، وصرّح بالمُشبَّه به ،
وأُدخِل المُشبَّه في المُشبَّهِ به،ثم استُعيرَ اللفظ الدّال
علي المُشبَّه به وهو”السكوت” للمُشبَّه،وهو “انقطاعُ
الصوت” على سبيل الاستعارةِ التصريحية.
_وفي المُشتَق ، قولُه تعالى :” قالوا ياويلنا مَن بعثَنا
مِن مرقَدِنا” ،حيثُ شبّه الموتُ بالرُّقاد.
_وفي الحرف ،قولُه تعالى : ” فالتقطه ءالُ فرعونَ
ليكونَ لهم عدوًّا وحزَناً”،والأصلُ أنَّ “اللام”في قولِه
تعالى”ليكون” تدلُّ على أنّ مابعدها مترتّبٌ على
ماقبلها ، ولكنها لم تُستعمَل في معناها الحقيقي ،لأنّ
مابعدها ليس مترتِّباً على ماقبلها،والقرينةُ أنَّ:
آل فرعونَ لم يلتقطوه ليكونَ لهم عدوّاً وحزناً ، بل
ليكونَ لهم قُرّةُ عَينٍ لهم ، وفي هذه اللام استعارةٌ
تبعيّة ،حيثُ شُبِّهت العاقبةُ ، وهي العداوةُ والحزَن
الحاصلان بعد ذلك ب”العِلَّةِ الغائيَّة”.
وفي قوله تعالى:” فلأُقطِّعَنَّ أيديَكم وأرجُلَنّكم مِن
خِلافٍ ولأُصَلِّبَنَّكم (في)جذوعِ النَّخل”.فحرفُ(في)
لم يُستعمَل كمعنَى حقيقي وهو الظرفيّة ، والقرينةُ
والشاهد على ذلك : أنَّ جذوعَ النخلةِ لاتصلُح ظرفاً
حقيقياً ، وسرُّ التعبيرِ هو الدلالةُ على شدَّةِ تصليبِهم
في الجذوع،مما يدلُّ على شدَّةِ تعذيبِهم.
•والاستعارةُ في الحرف تكون في معاني الحروف
لافي الحروفِ ذاتِها ، ومعاني الحروف مشتقّة لاجامدة.
• ويجبُ التنبيه على أنَّ كلَّ استعارةٍ تَّبعيَّةٍ يصحُّ
أن يكونَ في قرينتِها استعارة مكنيّة.ولكن لايجوز
إجراء الاستعارة إلاّ في واحدةٍ منهما فقط ، وذلك
كما في قولِه تعالى:”ولمّا سكتَ عن موسى الغضب”
يجوزُوأن يُشبَّهَ الغضبُ بإنسانٍ ،ثم يُحذَف المُشبَّه
به ويؤتَى له بشئٍ من لوازمِه وهو”سكت” ،ةفتكون
في “الغضب”استعارةٌ مكنيٌة.
_______________
حامد حبيب _مصر